Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/07/2010 G Issue 13813
السبت 12 شعبان 1431   العدد  13813
 
بعيداً عن صخب الفوفوزيلا!!
إبراهيم الدهيش

 

المتأمل في مشهدنا الرياضي - بالرغم من إنجازات كرتنا الخضراء التي أجزم إلى درجة اليقين أن مخرجاتها دون الطموحات - لا بد وأن يلحظ بأن إشكالياتنا أصبحت أكثر من الهم على القلب!! لدرجة أنها أصبحت بالفعل بحاجة لخارطة طريق تنقذها من حالة (التوهان)، وسآتي بطريقة عشوائية على ثلاث من تلك، أولاها تسفيه أو مصادرة - سمها ما شئت- وجهات النظر الأخرى، وثانيها غياب أو تغييب- لا فرق- الشفافية في التعامل مع متغيرات كرتنا وانكساراتها وثالثها فيروس التعصب المتجذر، وكلها في رأيي الشخصي نتاج طبيعي لهيمنة ثقافة (طولة اللسان) وغياب مبدأ احترام الرأي الآخر والرؤى الضبابية التي كثيراً ما حجبت الحقيقة.

هذه (بالضبط) بعض من أحوال كرتنا مع الأسف دونما مواربة!! وإذا ما أردنا تأكيد عولمة رياضتنا بشكل أفضل وتقديمها بثوب احترافي مختلف فلا بد أن نستفيد من الصناعة العالمية الفاخرة للكرة فكراً وممارسة وعطاء فلا يوجد ما يستعصي على الفهم والتطبيق والأخذ به أو حتى محاكاته. ومن هذا المنطلق دعونا وبهدوء بعيداً عن صخب الفوفوزيلا وإشكاليات كرة جابولاني وشعوذة الأخطبوط (بول)! نقرأ الوجه الآخر من أحداث كأس العالم 2010 لنعرف أين نقف وكم هي المسافة التي تفصلنا عن الآخر.

خذوا مثلاً: (لعب الهولنديون بشكل بشع وسوقي، وتساهل الحكم مع مارك فان ونايجل دي وإلا فهم يستحقون البطاقات الحمراء).. هذا ما قاله الأسطورة الهولندية كرويف بحق منتخب بلاده. ومع هذا لم نسمع أو نقرأ تشكيكاً في وطنيته أو تجريداً من ألقابه أو مصادرة لإسهاماته!

- وحقق المنتخب الإسباني البطولة بفريق ضم ثمانية لاعبين من برشلونة فاحتفلوا باسم إسبانيا دونما غمز أو همز في قناة هذا أو ذاك!

- وشخص مسئولو المنتخب الإيطالي بطل النسخة الفارطة أسباب خروج منتخبهم بكل شفافية ووضوح وعلى الملأ. وهنا ما زال السؤال الحائر ينتظر الإجابة.

لماذا فشلنا في الوصول إلى جنوب إفريقيا؟!

- وعزز اللاعبون الهولنديون قيم التنافس عندما اصطفوا لتهنئة عناصر المنتخب الإسباني بطل العالم في بادرة حضارية ولا أروع. وكم نتمنى أن تكتحل أعيننا بمشاهدة مثل هذه المناظر التي من شأنها تكريس مفهوم أخلاقيات اللاعب واللعبة في إطار التنافس الشريف بعيداً عن الصراع المحموم والتنابز بالألقاب والتعصب البغيض!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد