Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/07/2010 G Issue 13820
السبت 19 شعبان 1431   العدد  13820
 
من السادسة إلى الستين: حياة في الرياض القديمة..
سليمان الحماد وأبجديات الطين والحنين

 

كتب السيرة الذاتية من أجمل الكتب.. وكثير من عشاق القراءة يحبون كتب السيرة الشخصية..

وكما يقول الدكتور غازي القصيبي (إن لدى كل إنسان قصة تستحق أن تروى).

والكتاب الذي بين أيدينا ألّفه الكاتب والفنان والأديب سليمان الحماد واختار له عنوان: من السادسة إلى الستين: حياة في الرياض القديمة.. وصدر عن مؤسسة إصدارات النخيل وجاء في 242 صفحة من القطع الكبير.

وفي الفصل الأول استعرض المؤلف محطة الطفولة وكتب يقول: إذا ما عدت استقرئ طفولتي فإن أول بيت أتذكره جيداً ذاك الذي ولدت وعشت فيه صغيراً في أوائل أو منتصف الستينات من القرن الهجري المنصرف.

سكنّاه مرتين وما أتذكره يقع في سنوات السكنى الثانية وعمري يوم ذاك بين الرابعة والخامسة ومكثنا فيه بضع سنين.

في ذاك البيت الجميل الحياة تشربت أبجديات التكوين النفسي والذهني من معين السمع والبصر والفؤاد وما يحيط بي من عوالم تلقينية مرئية وأخرى ماثلة. وعيت رنة الضحكة الطيبة الصافية وصوت الأنين وطعم الطين. أما الضحك فكنت أضحك حتى أمسك بطني، كغيري من الصغار.

نضحك دون أن نعرف شيئاً اسمه الطرفة أو النكتة.

دون أن نفلسف أو نعرف فلسفة أو سيكولوجية الضحك وكيف لمثلنا أن يعرف. كنا نضحك من أشياء لا نبتسم لها الآن فإذا ما ركض أحدنا ووقع «أغشي علينا من الضحك»..

وعن رحلته مع التعليم يقول الأستاذ الحماد:

في بيت هميلة التحقت لأول مرة بالكتاب وكنا نجلس على حصير خصف من سعف النخيل وأحياناً على الأرض وأظنها كانت محصوبة. وفيها ضربني الأستاذ «المطوع» بالمصطعة على راحة يدي وسببها أن أحد الطلاب الذي كان يجلس بجواري لا أدري هل كنت أتكلم معه أو هو يتكلم مع الذي بجواره.

وأشار الأستاذ الحماد إلى بداية محاولاته في الكتابة:

كنت أقرأ كل ما تقع عليه عيني أو يدي من مجلات ومجلدات وصحف وكتب وبعض النشرات لم أزل أحتفظ بها، ومع ذلك أدرك أن بعض هذه الكتب لا تتناسب مع سني وفهمي وذائقتي التي لم تكتمل بعد، ومن المؤكد أنني لم أكن بدون ذائقة في تلك السن المبكرة لكن ذائقتي في اختياري لفن من الفنون لم يتحدد بعد.

وعن الحياة في الزمن الذي شهد فترة الشباب المبكر للأستاذ الحماد أكد أنها أفضل وقال:

كانت الحياة رخيصة مستلزماتها إلى حد الكفاف الذي لا يكلف.

صحيح أن المادة النقدية في أيدي الناس قليلة ليس كحالها الآن تفيض عن الحاجة عند معظمهم ولكن تكاليف الحياة غير باهظة فلا تسأم كما سئمها زهير، وكان المصروف اليومي لا يزيد -الآن- كثيراً عن مصروف يومين أو ثلاثة لأسرة متوسطة الحال ويتأسف البعض وربما تحسر على الماضي للبساطة والعفوية وللحميمية في فضاء وقضاء هذه الحياة.

وقد تضمن الكتاب نشر عدد من القصاصات المكتوبة بخط اليد.. تشمل أسعار أيام زمان.. أيام الحياة الرخيصة.. وعلق على إحدى القصاصات بقوله: المقاضي وقيمتها المتواضعة!!

ودعا الشباب إلى الاحتفاظ بأشيائهم الحميمة وغير الحميمة، فقد نكون بذلك على صلة مستمرة مع ذواتنا وأفكارنا وتوجهاتنا الذهنية والعقلية وبالتصالح مع أنفسنا ومحيطنا وربما مع الحياة ذاتها.

وفي الجزء الثاني من كتاب الأستاذ الحماد «من السادسة إلى الستين» كان الحديث شجياً عن الفترة التي أشرف فيها على القسم الأدبي بهذه الجريدة وقال: في تلك الأيام كنا مجموعة من الأصدقاء الكتّاب نتفق على أشياء ونختصم على أشياء ولكنها لا تتعدى شؤون الثقافة أو الأدب، جمعتنا صفحة الأدب بجريدة الجزيرة حتى إننا اتخذنا من كل يوم ثلاثاء وقتاً نجتمع فيه في بيت أحدنا نناقش ما صدر أو استجد في الساحة الأدبية ثم نعرج على مواد العدد الأدبي والفني، وكانت الجزيرة أسبوعية يصدرها سبعة أشخاص:

أ. عبدالرحمن المعمر رئيساً للتحرير

أ. سليمان العيسى سكرتيراً

أ. خالد المالك القسم الرياضي

أ. محمد الخنيفر القسم الفني

أ. محمد الغزولي محرراً

أ. صالح العوين مصححاً

سليمان الحماد القسم الأدبي

ولم يكن أحد هؤلاء يحضر ندوتنا إلا محمد الخنيفر أحياناً قليلة أما المجموعة المستديمة فأذكر منهم:

د. محمد بن حسين

أ. عبدالله الماجد

أ. بكر يونس

أ. محمد الغزولي

أ. محمد الكفكير

أ. سراج الدين إبراهيم

أ. سليمان الحماد

وكان هؤلاء من كتّاب الملحق الأدبي وآخرين من غير هذه المجموعة أذكر منهم الأساتذة:

أ. أبو عبدالرحمن بن عقيل يكتب زاوية نفلاويات

أ. عبدالله الماجد كتب زاوية ونشر شعراً تحت اسمه المستعار (أبو فراس الصغير).

ومن كتّاب الصفحة الساخر المخضرم راشد الحمدان في زاويته «جذامير».. والمبدع في شعره صالح الصالح.

ومن أصدقاء تلك الفترة وإلى أيامنا هذه: أحمد عبدالله السعد الشاعر والكاتب المجيد.

وكان راشد الحمدان بدأ الكتابة قبل معظم الزملاء وكتب زاوية ناجحة جداً بالصفحة على أيامنا حين كنت أحررها.

طعن في ذوقي عندما زارني أول مرة وقال في ذوقي قولاً ليس حسناً، وبالرغم من ذلك نشرته عندي في زاويته وهو يعيب ذوقي في اختيار لون «الصالون» المجلس الذي دهنت جدرانه بلونين متنافرين لا يتناسبان ولا يلتقيان كالمتوازيين ولكن لا ذنب لي في ذلك، فالدهان قديم وقد استأجرت البيت وكان موجوداً قبل ذلك!!

ومن أصدقاء وزملاء تلك المرحلة الكاتب الرائع عبدالله الماجد، والدكتور الشاعر والناقد محمد بن حسين وعبدالعزيز منصور الذي لم يكن قد عرف كصحفي ومحمد الخنيفر المغرد خارج السرب، وفيما بعد جار الله الحميد الأنيق والعميق في أفكاره وأطروحاته.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد