Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/07/2010 G Issue 13820
السبت 19 شعبان 1431   العدد  13820
 

دفق قلم
خيمة أبها السياحية
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

«برامج منوعة، محاضرات وندوات، دورات ومسابقات، نشاط رياضي» هكذا استطاعت خيمة أبها السياحية الدعوية في عامها الثاني أن تلبي حاجة الناس رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، وأن تملأ ساعات الفراغ الطوال في الإجازة الصيفية بألوان من النشاط يتحقق بها الترويح من جانب، والفائدة المعرفية من جانب آخر.

مخيم كبير يستوعب آلافاً من الجماهير التي تتوق إلى صيف «أبهاوي» متميز، تستمتع فيه بالجو «الربيعي» الماتع بغيومه وبرقه ورعده ومطره وضبابه، كما تستمتع بالفوائد العلمية والأدبية والثقافية التي قدَّمها عدد من العلماء والمشايخ والدعاة والأدباء.

مخيم جيِّد التنظيم تذهب إليه الأسرة فتجد فيه ما يشبع رغبات الأطفال من برامج وألعاب مسلّية، وما يشبع رغبات الشباب من نشاط رياضي يشرف عليه بعض المدربين، ومن مسابقات ثقافية، وحفلات إنشادية لبعض فرق الإنشاد المعروفة.

بين أبها والخميس تتخذ خيمة أبها مكاناً بارزاً على الطريق العام، ولا يمكن لمن يمر بذلك الطريق أن يغفل عن تلك الخيمة المميزة بأنوارها، ومساحات المواقف الفسيحة التي تغص بمئات السيارات، وأصوات مكبرات الصَّوت التي تنتشر في أجواء المكان وما حوله أصداءَ الندوات والمحاضرات والمسابقات والأناشيد.

في ليلة الأمسيّة الشعرية التي سعدت بإحيائها في هذه الخيمة السياحية المتميزة وهي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان سرني ما رأيت من أثر هذه الخيمة في نفوس من يستمتعون بنشاطها المنوع، فقد التقيت عدداً من المشايخ، وأساتذة الجامعات، ورجال الأعمال، وطلاب العلم، وبعض كبار السن، ولمست في أحاديثهم مدى الأثر العميق الذي أحدثته هذه الخيمة في نفوسهم، وهو أثر جميل يشجع على أن تتسع دائرة هذا النشاط الصيفي النافع.

إن إقبال آلاف الناس على ما تقدمه هذه الخيمة ونظائرها لدليل على أن استثمار أوقات «فراغ الإجازات» يمكن أن يتم بصورة مشرقة مفيدة، وقد أدركت وزارة الشؤون الإسلامية قيمة هذه اللقاءات الصيفية، فأقامت مهرجانات متعددة بالتعاون مع مكاتب الدعوة في عدد من مناطق المملكة، وما خيمة أبها السياحية الدعوية إلا أنموذج لتلك المهرجانات الناجحة على مستوى الفائدة، وعلى مستوى الترويح النافع.

كان جمهور الشعر في تلك الليلة مميزاً بكثافته، وتذوقه، وتفاعله، ويتضح ذلك من خلال المتابعة التي أشعرتني بمكانة الشعر العربي الفصيح عند هذا الجمهور الكبير، ومن خلال الأسئلة المطروحة في آخر الأمسية التي تدل على قراءة واعية مكثفة لما ينشر من القصائد، وما يذاع من الأمسيات، ومن خلال بعض المداخلات والتعليقات التي سمعتها مباشرة من بعض الحضور.

لقد علمت من فضيلة الدكتور عبدالله الشهراني المشرف على هذه الخيمة السياحية الأبهاوية الكبيرة، أن الجمهور الذي حضر لقاءات هذه الخيمة جميعها بكثافة مشهودة كان جمهوراً متفاعلاً، متعاوناً، مساهماً في تحقيق النجاح على مدى أسبوعين كاملين.

من الأشياء الجميلة في خيمة أبها السياحية أنها كانت تختار كل ليلة ضيفاً من كبار المسؤولين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ومن شيوخ القبائل، يكون ضيف شرف تكرمه الخيمة في الليلة المخصصة لحضوره، وهي لفتة جميلة لاقت استحساناً كبيراً من الناس، ومن ضيوف الشرف، أما شركة الاتصالات في أبها، فقد أسهمت بتقديم دروع التكريم لضيوف الخيمة من محاضرين، ودعاة، وأدباء، ومنشدين، إسهاماً في دعم هذا العمل الجليل.

كان السحاب مرافقاً لنا، أو كنَّا مرافقين له طيلة بقائنا في أبها، أما الضباب، فكان يفاجئنا بزيارة عاجلة بين الفينة والأخرى، ينحدر إلينا من الجبال الشاهقة في صورة يعجز القلم عن وصف جمالها.

الحمد لله الذي يستحق الحمد سبحانه، والشكر له على نعمه وآلائه، ثم الشكر لمن أسهم في إقامة هذه الخيمة السياحية الدعوة، وهي جانب مهم من جوانب النشاط السياحي في أبها الذي يدعمه سمو أميرها «فيصل بن خالد» وفقه الله للخير.

إشارة:

للشعر في بحر البلاغة مركب

تتلوه في خوض العباب مراكب

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد