Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/07/2010 G Issue 13820
السبت 19 شعبان 1431   العدد  13820
 
نهارات أخرى
الزواج السياحي في بلاد الإسلام!
فاطمة العتيبي

 

أفتى بعض المشايخ حفظهم الله بحرمة سياحة المرأة في بلاد الكفر لأن تلك البلدان الكافرة ستجبرها على التخلي عن النقاب! وهذا في رأيهم أمر جلل وعظيم!

لا اعتراض فالاختلاف الفقهي لا مشاحاة فيه، وهو ظاهرة صحية لأنه يعطي تنوعاً علمياً ويفكك أحادية الرأي الواحد وقدسيته التي كانت سائدة إلى وقت قريب.

لكنني أتمنى أن نقرأ رأي هؤلاء بالزواج السياحي الذي ينشط كثيراً في بلاد الإسلام وتساق فيه النساء وكأنهن جوار يعرضن في سوق النخاسة الزهيد والوضيع؟

ما رأي العلماء الأجلاء الذين تخصصوا في الإفتاء بكل ما يخص المرأة وشؤونها. ما قولهم في ال(192) حالة زواج لسعوديين في سنة ونصف في إندونيسيا فقط وما موقفهم مع ما صرحت به السفارة السعودية في جاكرتا من أن (قسم شؤون الرعايا بالسفارة سجل خلال ال8 أشهر الماضية 16 شهادة ميلاد لأطفال سعوديين ضمن زيجات رسمية بموافقة الجهات المختصة في السعودية بينما سجل القسم 18 شهادة ميلاد لأطفال سعوديين ضمن زيجات غير رسمية ولم توافق عليها الجهات المختصة في المملكة.

وأن أبناء السعوديين في إندونيسيا بالآلاف ولكن قسم شؤون الرعايا بسفارة المملكة في جاكرتا لا يستطيع الوصول إليهم لعدة أساب منها ضعف ثقافة سكان القرى والأرياف في إندونيسيا من حيث أهمية إبلاغ قسم شؤون الرعايا بهذه الحالات، وعدد الأبناء لبحث كيفية التواصل مع آبائهم السعوديين عن طريق السفارة).

الذي يظهر لي أن فرسان الزواج السياحي هم دعاة السياحة في بلاد الإسلام وما توفره تلك البلاد من فتيات فقيرات لا يمانعن من الزواج لمدة أسبوع أو أقل مقابل مبلغ من المال يدفعه السائح في بلاد الإسلام جزاه الله خيراً على بذله لأمة الإسلام! إذ يعد ذلك من باب التكافل الإسلامي المستحسن الاجتهاد فيه والإكثار منه!!

هذه الصورة تتكرر في اليمن ومصر وسوريا والمغرب والفلبين بجهتها الإسلامية وغيرها من بلاد الأمة التي توفر احتياجات السائح في بلاد الإسلام.

ثمة أسئلة كبرى لا بد أن نستحضرها ونحن نناقش هذا الوضع المقلق لوزارتي الداخلية والخارجية معاً فثمرة هذه الزيجات الإسلامية الطيارة ستحدث خلخلة في بنية المجتمع وتركيبته السكانية وأمنه وجغرافيته العرقية كما أنها ستخلق مأزقاً اجتماعياً مع هذه الدول. ولا شك أن المسؤولين يدركون هذا ولذا بدأ الإعلام السعودي في تسليط الضوء على هذه المشكلة لتحجيمها والتقليل من آثارها الجانبية؟

هل من المتوقع أن تقدم النساء العزباوات على هذا النوع من الزواج وهل سينظر إليه على أنه زواج شرعي ومعترف به (سجلت وزارة الداخلية السعودية حالتي زواج سعوديتين من إندونيسيين). هل يقبل زواج المرأة السياحي وخصوصا أن أطفالها لن يمثلوا عبئاً فسينسبون إلى آبائهم ومن ثم إلى بلدانهم التي لا تجبر النساء على خلع النقاب لكنها ترضى لهن استثمار أجسادهن بتجارة الزواج السياحي!

والسؤال الأكثر خطورة هل يتزوج هؤلاء الرجال من نساء منقبات في بلدانهن أم أن الفتيات يُعرضن عليهم عرضاً ليتخيروا منهن؟

100 مليون صرفها السعوديون في ثلاث سنوات على الزواج السياحي، لماذا؟ لأن بلاد الإسلام - عمرها الله - قد وفرت لهم اللهو والهوى بغطاء الزواج بنية الطلاق!

إن السياحة في بلاد تحترم عقد الزواج وتحترم المرأة باعتبارها إنسانا خلقت معه حريته وكرامته وصانته الشرائع السماوية عن المهانة والابتذال - حتى لو كانت نصرانية أو بوذية - لهي خير من السياحة في بلاد تباع فيها النساء ولا تقدر فيها مؤسسة الزواج والأسرة ويشرد الأطفال ويبقون في الشوارع بلا هوية - حتى لو كانت تعد من بلاد الإسلام! - اللهم إنك لا ترضى بالظلم ووصفت نفسك بالعدل وأنت العدل سبحانك فارحمنا ولا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا...... اللهم آمين.



f.f.alotaibi@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد