سرني كثيراً في السنوات الأخيرة انتشار ثقافة الجودة والتميز في كثير من المجالات، وتتضاعف سعادتي عندما أرى ذلك في الجهات الخيرية ورغبة في نشر الخير وتعميم التجارب الناجحة أسعد بتسليط الضوء في هذه الأسطر على مراكز الدعوة والإرشاد والمكاتب التعاونية المنتشرة في المملكة العربية السعودية، والتي بدأت بتنفيذ عدد من البرامج التي تستهدف مختلف الشرائح في المجتمع، وقد أعجبني مشروعان نفذهما مركز الدعوة والإرشاد بالبكيرية، أحدهما علمي، والآخر تدريبي، وهما:

1- دورة بناء، وهي دورة علمية تقام أسبوعيا يوم الجمعة فقط، من بعد صلاة العصر مباشرة وحتى الساعة التاسعة والنصف في جامع الزهراء، حيث يتم شرح أحد المتون في يوم واحد، وعند طول المتن يتم توزيعه على أكثر من جمعة.

وقد شارك في إلقاء الدروس عدد من كبار المشايخ منهم صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا، وفضيلة الشيخ عبدالمحسن الزامل، وفضيلة الشيخ عبدالله الفوزان، وفضيلة الشيخ أ.د. خالد المشيقح، وفضيلة الشيخ د.عبدالعزيز العويد وغيرهم، وقد كان الحضور يتفاوت بين مائتين وخمسين إلى ثلاثمائة دارس، شجع على ذلك أن يوم الجمعة إجازة حتى للعاملين في القطاع الخاص.

2- مشروع: علمني لأتقن، وهو مشروع تدريبي لمدة عام شارك فيه خمسة وثلاثون شاباً منهم خمسة عشر يعملون في الجهات الخيرية في البكيرية وما حولها، والباقي تم اختيارهم من الراغبين بالالتحاق بالمشروع حسب مطابقتهم لشروط القبول، وقد عقد لهم خمسة عشر دورة تدريبية، كما تم من إلحاقهم جميعا بتدريب ميداني في عدد من الجهات الخيرية، وتم خلال التدريب الميداني صرف مكافآت مالية لهم.

وقد يسر الله لي الوقوف على هذين المشروعين حضورا لبعض فعاليتهما، ولقاءً بالمشرف عليهما الشيخ محمد بن فريح العقلاء الذي ذكر لي أن النتائج كانت فوق المتوقع، وختاما أبتهل إلى الله عز وجل أن يجزي خيرا القائمين على مركز الدعوة والإرشاد بالبكيرية، وكذلك الداعمين لهذين المشروعين حيث تكفلت الفاضلة فاطمة بنت ناصر السديس بجميع تكاليف دورة بناء العلمية، وقامت مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية برعاية مشروع علمني لأتقن، داعيا مراكز الدعوة للتنسيق فيما بينها، وتعميم التجارب الناجحة، والله من وراء القصد.