Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/08/2010 G Issue 13821
الأحد 20 شعبان 1431   العدد  13821
 
أفق
آداب تبحث عن منقذ
صالح بن عبدالله الزرير التميمي

 

عندما نتأمل جيدا في وضع المجالس في هذا الزمان وما يدور فيها وكيف ضُيّعت فيها الآداب التي يجب أن يقوم بها كل من جلس مجلسا، وبخاصة مجالس الشعر، وقد رأيت ما يندى له الجبين من سوء الجلسة التي لا تليق، والتي تدل على قلة أدب الجالس، وكذلك مقاطعة المتحدث وهذه كثيرة جدا وهي من سيئات المجالس، وكم من شخص استرسل بالحديث وشدّ الحاضرين بحديثه الشيّق وقصائده الجميلة، ثم يأتي من يقاطعه بكلام لا صلة له بموضوع المتحدث أو بكلام لا قيمة له، حتى الهواتف الجوالة صارت سمة بارزة في المجالس، وما إن يسمع أحدهم صوت رنين هاتفه يبادر بالرد عليه غير آبه بقيمة الإنصات للمتحدث والانتباه له وعدم مقاطعته وبكل صراحة الرد على الهاتف في المجلس العامر بالأحاديث الجميلة الرائعة أمر غير طيب، ويدل على قلة أدب صاحب الهاتف وقطع حديث المتحدث في المجلس بأي طريقة دليل على افتقاد هذا وأمثاله للتوجيه ولمعرفة الطريق الصحيح وما يجب عليه إذا جلس مجلسا، وللأسف الشديد صار الهاتف الجوال من مفسدات المجالس ومن مضيعات هيبة المجلس، كما أن الاقتصار في الحديث على شخص معيّن أمر لا ينبغي والواجب إعطاء الفرصة للآخرين للتعبير عما يجول في خواطرهم، وإنني أتعجب من أناس تصدروا المجلس وصار الحديث لهم وكأنه لا يوجد فيه سواهم هم، ولأهمية المجلس وآدابه سأبين تلك الآداب التي يجب على كل جالس في مجلس الالتزام بها.

فاحترام المجلس وأهله والالتزام بآدابه صفة من الصفات الحميدة ودلالة على الرجولة والأدب الجم لدى الشخص الذي يقوم بذلك ويحرص عليه، والمتأمل في حال بعض الناس حينما يجلس في مجلس من المجالس يرى العجب العجاب ويضع على بعض تصرفاتهم أكثر من علامة استفهام عندما يبدون أفعالا لاتنم عن الأدب لديهم، ومن هذه المجالس مجالس الشعر وهي التي تعنينا بالدرجة الأولى، وإن كنت أدعو الجميع للالتزام بأدب كل مجلس، وقد رأيت ما ساءني في بعض المجالس من التخبط في القول وقلة الحياء والمخالفة الصريحة عند ثلة من الرجال الذين لا يقيمون لآداب المجلس وزنا، والدليل تصرفاتهم المشينة، فحتى الدين نالوا منه، ولأهمية آداب المجلس أحببت أن أبين ما كان مهما من تلك الآداب الحسنة التي دعا إليها الدين والعقل والمنطق من خلال الجزء الثاني من هذه الآداب، وهي آداب يحتاجها كل فرد منا ويرى في تطبيقها خيرا كثيرا:

أولا: الجلوس في المكان المناسب حيث ينتهي بالشخص المجلس.

ثانيا: إحسان الجلسة التي تناسب المجلس ومن كان فيه.

ثالثا: عدم الاستهزاء والنيل من أحد في المجلس أو في خارجه، وكذلك ترك انتقاص شخص من الحاضرين بالتعليق عليه أو إظهار عيوبه.

رابعا: عدم التفريق بين اثنين إلا بإذنهما، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

خامسا: عدم مقاطعة المتحدث أثناء حديثه، وهذه تقع بكثرة.

سادسا: التفسح في المجلس، ولابد من إيجاد الفسحة في القلب قبل إيجادها في المكان.

سابعا: المشاركة بحديث طيب فيه نفع وفائدة من الكلام الجميل والقول المليح، والابتعاد عن كل قول قبيح لا فائدة منه إلا تحصيل الذنوب، والحبيب عليه الصلاة والسلام قال لنا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) والصمت بلا شك حكمة وأفضل من الكلام بغير فائدة.

ثامنا: ذكر كفارة المجلس في نهايته، وذكرها فيه تصحيح لما حصل من أخطاء ولغط، وتكفير للسيئات.



Abuabdulh58@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد