ومن غير الوارد أن يحمل الأديب أو الفنان الحقيقي أوراقه ويطرق أبواب الصحف والمجلات، أعتقد -جازماً - أن ذلك لا يليق بمقامه، وما يحمل في ذاته وفكره وعقله، وتكوينه.
ثانياً: عرفت وأدركت أن كثيراً من الصحف والمطبوعات تسعى وبشكل محزن ومخجل في الوقت ذاته إلى الأمور والأسماء التسويقية، وهي بذلك تنأى عن الحقيقي والمتفوق والعبقري والجميل، وتكتفي بالشكلي والأجوف والسطحي والبهرج، وربما بالزيف والتردي، وأنا هنا لست ضد أن تسعى المطبوعة خلف الانتشار ومساحات التوزيع وخلف ما يشد المتلقي، غير أنني أطالب بالسعي كذلك وبشكل جدي خلف التسديد والمقارنة، والأخذ بيد المتلقي إلى كل ما هو مثير وحضاري.
عبد الله الزيد
هناك اعتلالات خطيرة تنخر في جسد الأمة العربية وهذه الاعتلالات تأتت على شكل فيروسات فتاكة وقاتلة بمسميات عديدة منها الشعبي والعامي وغير ذلك، أو بالأصح، تقنعت بهذه المسميات والمصطلحات المراوغة والملتبسة، وإذا أخذنا عينة من تلك الفيروسات كالغناء الهابط الذي يتدفق علينا مثلا من مئات القنوات الفضائية وموجة المجلات والصحف المصدرة لغثاء كلامي يسمى شعرا شعبياً فسنكتشف هول الكارثة التي ستحل بنا وبأبنائنا وأجيالنا الاتية.
الحميدي الثقفي
إن للنقد الجاد أهمية في توجيه النص الشعري، وفي رقيه ونضجه، فآراء الناقد الحصيف ضرورية لرفد الحالة الابداعية بالضوابط والملاحظات: إيجابا أو سلبا، وأعتقد أن قدرة الناقد وثقافته، وتخصصه ستعمل دورها في الارتقاء بلغة الكتابة إذا كان ثمة عناية حقيقية بالعمل المنقود من خلال دراسته وفهمه وتذوقه ومعرفة مواطن القوة والضعف فيه، ونظرا لأهمية اللغة الشعرية وأساليب الكتابة، فإن لآراء الناقد دورا في تطويرها والارتقاء بالوعي الشعريّ إلى مشارف فنية متقدمة.
محمود الشلبي
متى ما كان الناقد متمكنا من أدواته بصيرًا بالشعر ومنعرجاته ومنحنياته، فسيقدّم نقدًا واضحًا بعيدًا عن الدوران حول النصوص والاستعراض بمصطلحات نقديَّة لا تتفق في سياقها مع الشعر الشعبي.أتمنى أن نبدأ، في نقد الشعر العامي، من القرن الهجري الثاني، ونناقش القضايا النقدية القديمة، بدءًا بالجزالة وانتهاءً بوحدة القصيدة، لأن أكثر شعراء العاميَّة يحتاجون تأسيسًا نقديا أكثر من حاجتهم إلى النقد الحديث وفلسفته وغموضه.
سعود الصاعدي