Al Jazirah NewsPaper Monday  09/08/2010 G Issue 13829
الأثنين 28 شعبان 1431   العدد  13829
 
هل التوتر فعلاً لغة العصر حالياً؟
محمد المسفر

 

أعجبتني كلمة طبيب عبر إحدى الفضائيات وهو يتحدث عن صحة الإنسان والمؤثرات النفسية في صحته العامة، فأطلق عبارة التوتر لغة العصر، وأظن قصده أن لغة الحوار الحالي لأغلب مجتمعاتنا المحلية أصبحت متوترة ومنفعلة تزيد من توتر أعضائه الفاعلة في جسده كالقلب والمخ وجهازه العصبي فيؤثر ذلك على صحته ويسارع إلى اعتلالها.

ومن المعروف أن اللغة المتشنجة والمنفعلة والتي تخرج عن أدب الحوار واللغة بين طرفين أو أكثر لا تؤدي إلى تفاهم أو انسجام في الطرح والرؤى، بل هي سبيل إلى الانقسام وفقدان سبل الوصول إلى الهدف من الحوار، ولذا وصف التوتر كلغة العصر لأنه فعلاً هو ما يسود حوار المجتمعات حالياً وبالتالي له انعكاس سلبي على صحتنا. فكان التنبيه له مهماً ويجب الاهتمام بهذا الأمر والتوعية بأضراره لأنه ليس بسلبيته الطبية فحسب، فهو يوتر المجتمع ويجعله في حالة احتقان فلا يصل بقضاياه التي يناقشها إلى نتيجة مرضية أو يبقيها محل النقاش ليصل إلى الحلول ولو بعد حين. وعندما نقول التوتر لغة العصر فإننا لا ننتقد العصر ولكننا نحاول أن نجنبه التوتر لأنه من المعيقات وخاصة عندما يكون سمة وصفة الحوار والكل يعلم أن الحوار أداة مهمة في كل مراحل حياتنا وهو الأسلوب الناجع لحل قضايانا والوصول بالتنمية لشعوبنا إلى ما نطمح إليه من مستوى. ولا نحاول أن نتوتر لأن التوتر لغة العصر حالياً فكل لغة العالم كما نراها الآن احتقان وخاصة في قضايا العالم الساخنة فنرى مشكلة الغرب مع إيران وبرنامجها النووي وكوريا الشمالية مع جارتها الجنوبية والسودان والمحكمة الدولية وإسرائيل وحزب الله وغيرها من القضايا التي تتصف بلغة التوتر بدلاً من الحوار، وهذا راجع في مجمله إلى لغة التوتر التي يعيشها العالم محلياً وسياسياً وعدم الثقة التي تسود الدول والبشر، ولا شك أن ذلك أمر ينطوي على مخاطر ليست في صالح العالم ولا الشعوب، ولذا علينا أن نتعامل مع هذه الظاهرة بدون انفعال أو يأس ونحاول أن نتفاداها ونحصرها في وقت محدود لنتجاوزها ولو على المستوى المحلي، علينا أن لا نعطل أمور حياتنا وأن نتحاور رغم حالة التوتر ونخفف هذه اللغة لنصل إلى هدفنا ولا نيأس ففي العزائم تتحقق الأهداف ويتم الوصول لها رغم ما يوجد من عقبات والله المستعان.

شقراء


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد