Al Jazirah NewsPaper Monday  09/08/2010 G Issue 13829
الأثنين 28 شعبان 1431   العدد  13829
 
أمور مفتراة على أهل نجد
ناصر عبدالله العمّار

 

من يقرأ كتابات الغربيين، وبعض المستشرقين عن الوهابية يستغرب كثرة ما نسبوا إلى أهل نجد من الأمور التي لا يقولون، ولا يفعلون أيضاً.

من ذلك اتهامهم الوهابية بأنهم يتشددون في المباحات فيحرّمون مثلاً القهوة ويُكفّرون من يشرب الدخان، ويريدون إخضاع عادات الناس المباحة لما تخضع له العبادات المباحة، والعبادات إلى غير ذلك من العادات السطحية، ونسلم بشيء من هذه الأقوال: العبادات، والعادات، قال أبوزهرة إن الوهابيين لم يكتفوا بجعل العبادات كما قررها الإسلام، وإنما توسعوا في معنى البدعة فجعلوا من البدع عادات لا صلة لها بالعبادات كبعض أمور الملبس والمأكل.

الدخان: ليس النهي عن شرب الدخان من الوهابيين أو استعماله، وإنما هو اجتهاد إسلامي عام يتشدد فيه بعض الناس، ويتسامح فيه آخرون.. وقد أدخل التتن أو التنباك إلى أسطنبول في أوائل القرن السابع عشر للميلاد فاجتمع علماء الدين الأتراك عليه، وأصدر السلطان الرابع «مراد» أمره بتحريمه، ومعاقبة من يستعمله، ولم يكن السلطان «مراد» وهابياً..!

القهوة: يقول أبوزهرة إن الوهابيين كانوا يحرمون على أنفسهم القهوة ثم تساهلوا فيها، ووقع بهذا الخطأ كثير من المؤلفين الغربيين القدماء إذ توهموا أن شرب القهوة محرم في بلاد نجد، والحقيقة هي أن الوهابيين لم يحرموا القهوة إنما حرمها جماعة من «الجهمية» في عُمان.

المنارات: قالوا إن الوهابيين يهدمون المآذن ويستنكرونها أيضاً، ولا يتخذونها في مساجدهم لمجرد أنها لم تكن موجودة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رد على هذا الزعم الشيخ عبداللطيف فقال هذا أيضاً من البُهت فالمنار موجود، ومشيد بنجد الآن، وليس وجود المنار شرطاً في الإسلام، ولا واجباً، وفي استحبابه نزاع لعدم وجوده في عهده النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان المؤذن يتحرى أعلى المسجد وسطحه ليحصل على الاستماع...والله من وراء القصد..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد