من ينتقدون كل من يكتب عن قضايا المرأة السعودية لديهم تصور حول أولئك الكتاب وهو أن هذا الكاتب الذي يتحدث عن حقوق المرأة وعن همومها في المجتمع يسعى نحو تغريب المرأة السعودية سلوكيا وثقافيا. هذا النوع من الناس يعتقد أن صمت النساء عن المطالبة بحقوقهن هو دليل على أنهن سعيدات في حياتهن وأنهن لا يعانين من أي مشكلة.
أتساءل دائماً عن مدى ثقافة أولئك الناس وهل هم بالفعل لا يستشعرون مدى معاناة المرأة السعودية في المجتمع؟!
ألا يتابع هذا النوع من الناس الصحف السعودية والقنوات الفضائية السعودية وبعض القنوات الفضائية العربية التي تبث دائما برامج تظهر معاناة كثير من الفتيات السعوديات سواء على مستوى الأسرة أم على مستوى المجتمع؟!
ألا يعرف هؤلاء الناس شيئا عن العنف الأسري الذي تعانيه كثير من الفتيات السعوديات ممن وجدن في الهروب من المنزل فرصة وحيدة للخلاص من ذلك العنف الذي أحاط بهن.
ألا يعلم هؤلاء أن هناك الآلاف من الفتيات السعوديات العاطلات عن العمل رغم أنهن يحملن شهادات دراسية عالية.
ألا يستشعر هؤلاء مدى ما تعانيه المرأة المطلقة في المجتمع والتي تضيع حقوقها بين زوج ظالم ومحكمة شرعية طغى عليها روتين العمل الذي يتسبب في إطالة عمر قضايا الطلاق فتضيع حقوق المطلقة وتضيع معها سنوات عمرها. ألا يعلم هؤلاء أن هناك دورا تحوي أعدادا من الفتيات السعوديات واللاتي منهن من يتعاطين المخدرات ومنهن من أصبحن من أصحاب السوابق في الرذيلة. ألا يعلم هؤلاء شيئا عن مشكلة زواج القاصرات وما يتبعه من مشكلات تعانيها الفتاة بعد زواجها.
ألا يعلم هؤلاء عن معاناة السعوديات المتزوجات برجال غير سعوديين وما تعانيه هذه الشريحة من ضياع في حقوقهن وحقوق أبنائهن , وغير ذلك الكثير والكثير من القضايا التي تعانيها المرأة السعودية التي لم تصدق بها تلك الشريحة من الناس التي تعتقد أن المرأة السعودية بألف خير وأن مسألة الحديث عن حقوق المرأة مجرد ترويج لشعارات غربية تهدف إلى تشجيع المرأة على التمرد على دينها وطبيعة مجتمعها.
ومع هذا فلن تستطيع تلك الشريحة من الناس الاستمرار في التستر على معاناة المرأة حتى وإن توقف الكتاب الصحافيون عن الكتابة عن حقوق المرأة ومعاناتها فالحياة التي نعيشها الآن كفيلة بكشف كل ما يجري في مجتمعات العالم وكشف ما يعانيه البشر ذكورا كانوا أم إناثا فالشمس لا تحجب بغربال.