Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/08/2010 G Issue 13837
الثلاثاء 07 رمضان 1431   العدد  13837
 
نجم يغيب
جميل الحجيلان

 

تبارت الأقلام في رثاء فقيد الفكر والأدب، أقلام أولئك الذين عرفوه، فقدروه وأحبوه، وأقلام أولئك الذين، على المحبة أيضاً، يرون في (غازي القصيبي) ما لم يكن يراه في نفسه.

كان مفكراً شجاعاً، يقتحم مواطن الحذر بثقة متناهية في سلامة ما يدعو إليه.

كان في شعره، ونثره، طويل الباع، لم يجفل، يوماً، من صيحات التوتر والاحتقان ترفع في وجهه، بل ظل ممسكاً بقناعاته، راضياً بما قد يلاقيه من معاناة، دفاعاً عن تلك القناعات.

لذلك كان (القصيبي) مفكراً، وأديباً، مثيراً للجدل.

لم يجمعني به عمل فنحن من جيلين متباعدين، كنت وزيراً للإعلام عندما كان الفقيد حديث التخرج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة.

جمعتني به بعد ذلك مناسبات وطنية واجتماعية أتاحت لي التعرف عليه عن قرب فاجمعنا على التماثل في رؤيتنا لأماني الوطن، وهموم الأمة العربية.

كما اجتمعنا، أيضاً، على حبنا للأدب: هو الشاعر المبدع، والكاتب المتعدد المواهب، وأنا قارئ لشعره ونثره.

وهكذا نشأت بيننا رابطة من الصداقة الحميمة المتبادلة، على قلة ما تهيأ لنا من اجتماعات لاختلاف ظروف عملنا.

بوفاة الأخ الدكتور غازي القصيبي يفقد الوطن واحداً من أبنائه البررة في حبهم لوطنهم وإخلاصهم لقيادة الوطن، وتفقد منازل الفكر والإدارة والأدب علماً من أعلامها وهو في ذروة النضوج من عمره، بعد أن ظلت حياته مليئة بالوهج، والتألق، والحراك الدائم، حتى العراك.

توفى الدكتور غازي القصيبي وهو في القمة من تكريم الدولة له، وتقديرها لعطائه، كما هو، أيضاً، في القمة من احتضان الوطن له احتضان الإعزاز والوفاء.

وفي كلا الأمرين رسالة للعاملين، بإخلاص، في خدمة الوطن العزيز.

رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأعان أسرته وذويه، على فقده، بالصبر والإيمان.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد