إن شخصية الرجال تعرف بمواقفهم وتعاملهم وروح تفانيهم، تعرف بمدى شفافيتهم في التعامل ومدى صدقهم عند المبادئ، ذلك ما تميز به فقيد الوطن والأدب والإدارة والسياسة معالي الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي -رحمه الله- الذي رحل عنا وخلف لنا منهجاً وطنياً في الإخلاص والأمانة والسجايا الحميدة التي قلّ مانجدها عند الغالبية. عندما تلقيت النبأ الحزين برحيله -رحمه الله- عادت بي الذاكرة إلى موقف جمعني مع الدكتور القصيبي -رحمه الله- في عام 1416هـ بعد قصيدة ألقيتها أمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إبان ولايته للعهد وكانت القصيدة تتكلم عن واقع بعض المواطنين المرير مع بعض المسؤولين فما كان من القصيبي إلا أن شد على يدي بحرارة مهنئاً لوقوفي هذا الموقف، ولكنه أخبرني بأنه حزين لزمن قلّ فيه أمثالي.. كانت كلماته تشكل في داخلي دافعاً قوياً للنهوض بقضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم مهما كان. رحمك الله يا أبا يارا وأسكنك أعلى المنازل في الجنان، وأحسن عزاء الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وأمير نجد المحبوب الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعزاء المملكة فيك، وعوضنا وعوض هذا الوطن الغالي فيك خيراً، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.