أي حزن وأي مشاعر وأي عبارات تكفي الوطن وهو يصف فاجعة رحيل ابن من أبنائه الأبرار ورجل من رجالاته الكبار الذين أفنوا وتفانوا في خدمة دينهم ووطنهم ذلكم هو معالي الدكتور غازي القصيبي الذي ودعه الوطن بامتداده واتساعه بفيض من الحزن والألم، إننا ونحن نودع أبا يارا بقلوب ملؤها الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره فإننا في ذات الوقت نودع ملحمة عطاء نسجتها أنامل فقيد الوطن فقد جنَّد نفسه - رحمه الله - طيلة حياته لخدمة دينه ووطنه داخل أحضانه وخارجه, فالقصيبي الدبلوماسي الحكيم والوزير النزيه. عاش من أجل وطنه مخلصاً محباً فكسب ثقة القيادة وثقة الناس وانتقل من منصب لآخر ومن ثقة إلى ثقة ليصنع مجداً هنا وهناك, فهو بحق أمة في رجل يصنع المعجزات ويتجاوز العقبات بسلاح «حب الوطن» وبهمة عالية جعلت له في كل موقع يحل فيه بصمة مشرقة، وأثراً لا تمحوه الأيام برحيل القصيبي عن دنيانا الفانية بجسده. ويبقى القصيبي بأفعاله ومآثره رمزاً وطنياً من رموز هذا الوطن الخالدة، يجسد شموخ هذا الوطن واعتزازه وعظم قيادته التى تصنع الرجال وتوليهم الثقة فيكونون شموساً مشرقة داخل الوطن وخارجه. رحم الله غازي القصيبي فقد كان الوزير والسفير والمثقف والناقد والشاعر والكاتب.