Al Jazirah NewsPaper Friday  20/08/2010 G Issue 13840
الجمعة 10 رمضان 1431   العدد  13840
 

عبد الرحمن العبد الكريم

 

قال عبد الرحمن العبد الكريم في رثاء معالي الأخ الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله -

دربُ الحياةِ إلى المَمَاتِ سبيل

والعُمْرُ مهما زاد فهو قليل

ومغالبُ الأيام يمضي مُجْهَداً

سعياً إلى تعديلها فتميل

ومنابرُ الأفذاذ تزخَرُ بهجة

للنُّور في آفاقها إكليل

(ومكلف الأيّام ضدَّ طِبَاعها)

باغي الحَصَى مِ الرَّمل وهو مَهِيل

يغري لميعُ بريقها ذا حُظوَةٍ

رُتَبُ العلى تعنو له وتؤول

حتى إذا خضعت ولان قيادُها

وانساب منها للهناء سبيل

وثَبَتْ بِوِتْرٍ لا يَريمُ تقحُّماً

تغلي دماءُ سهامة فتسيل

ما هذه الدنيا الدنيَّة إخوتي

إلاّ عَوَارٍ للفناء تؤول

فكأنها طيفٌ تقلَّّص ظلُّه

وكأنها عِشبٌ عَرَاه ذبول

بالأمس كان أبو سهيلٍ حاملاً

عَلَماً به بين الصفوف يجول

من أجل توظيف الشباب ولم يزل

حتى اعترى بَدْرَ السماء أُفول

فتكت به الأسقام رغم شبابه

بِفُجاءَةٍ لَكأنّها تمثيل

خَفِيَتْ فبانت فاستحرَّ أُوَارُها

لم يُغْنِ فيها الفحص والتحليل

غازي القصيبي مَنْ لنا بمثيله

عزمٌ ورأيٌ ثاقبٌ وشُمُول

غازي القصيبي دُرّة في جيله

ما حاز - حَدْسِي - عَقلَهُ مسؤول

غازي القصيبي في الإدارة شُعْلَةٌ

عِلْمٌ ونُصحٌ واصلٌ موصول

غازي القصيبي شاعرٌ أبياتُه

دُررٌ تلألأ ما لهنَّ مثيل

غازي القصيبي لا تكِلُّ جُهودُه

شَهْمٌ على إخلاصه مجبول

مَن لي بمثلك يا أبا يارا لنا

هيهات للحَبْرِ العَزُوم بديل

من لي بمثلك حين تنعَمِسُ الرُّؤى

وعن الطريق المستقيم تشول

من لي بمُثْرِي السَّاح رأياً نافعاً

للمستنير إلى الصَّواب دليل

صافي الضمير مُسالمٌ متواضعٌ

مُتسامحٌ مِنهاجُه التنزيل

كَلَّ اليراعُ عن اشتمال خِصاله

والحِبْرُ جفّ فما يكاد يسيل

حَبْرٌ يُجَالِد باليَراع ومِقْوَلٍ

تزهو الفصاحة منه حين يقول

قَدَرٌ أحاط بنادر حاز الذُّرَا

يشفي القلوبَ حديثُه المعسول

رَبَّاهُ أسكِنْه النَّعيم مُكَرَّماً

فَرِضاك عنه إلهنا مأمُول

وأتِحْ لنا عنه خليفةَ جَهْبَذٍ

فَهِماً إذا غَمَرَ اللّجامَ شكيل

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد