سلاماً أبا يارا في التراب |
يعير التراب رفيف الورود |
بعت وعز إليك البريد |
وهل بين حي وميت بريد |
صعد سماء الذكر وصارت مآثره حديث الناس تذكر الكثير الكثير، لذلك الرجل (الاستثناء) والذي سيظل في الذاكرة والوجدان لكل أبناء وطنه الذين شاهدوا عطاءه.
|
كان كالشمس رقعة واتساعاً وهكذا هي حال أصحاب الهامات الرفيعة والعطاءات السخية والنجاحات المبهرة. هكذا كان وسيظل فقيد الأمة (غازي القصيبي). الإطراء قد لا يكون غاية في حد ذاتها وحتى إن كان لرمز وطني بحجم ذلك الرجل الفذ (غازي القصيبي) لكنه التعبير عن فقد رجل ظاهرة وظاهرة في رجل، رجل كان منذ بداية حياته يسكنه حب الوطن والأمل في المساهمة في رفعة شأنه إلى أن جاءت السانحة وأتيح له ما كان يريد.
|
وحاز المكان والمكانة اللائقتين به فكان عطاؤه اللا محدود وكانت منجازاته في شتى المجالات في حد ما أتيح له كبيرة ومشهورة. رجل عمل قدر طاقته وفوق طاقته، أعطى جهده كله وعصارة فكره فكان عطاؤه سخياً مما كان شاغل وقته كله والذي لم يدخر منه شيئاً لذاته إلى أن صار إلى حالة العجز بسبب المرض الذي ألم به، ولهذا يأتي هذا الزخم الهائل من الحب والتقدير والإجلال له لحظة رحيله والذي تجاوز حدود بلده وحجم أمته، حيث شمل الحزن على رحيله رجال الفكر والمعرفة في أنحاء شتى من الوطن العربي كلهم ممن عرفوه وتابعو نجاحاته العملية وعطاءاته الفكرية الثرية فصار الجميع كله يعبر عن حبه وتقديره له.
|
هكذا كان حال ذلك الرمز الوطني الذي قدم ما بوسعه تقديمه لأمته، حتى وإن غيبه الموت، سيظل حياً في ضمير كل فرد من محبيه الذين أعجبوا بتميزه وذكائه وقدراته الفائقة.
|
أسال الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع الدعاء مجيبه.
|
|