عرفت معالي د. غازي بن عبدالرحمن القصيبي -رحمه الله رحمة واسعة- منذ أكثر من ربع قرن، تسلم خلالها عدة مواقع وظيفية هامة، ولا أعرف أنني قابلته إلا وخرجت منه منبهراً من ذلك الخلق الرفيع الذي يتمتع به وتلك الثقافة الواسعة التي يمتلكها وتلك النظرات الثاقبة التي حباه الله إياها.
|
وما التقيت به إلا وتمنيت أن يستمر هذا اللقاء لأن ذلك يحقق لي الكثير من الفوائد. وحينما علمت بوفاة معاليه تكدرت كثيراً وتألمت لما ستتركه هذه الشخصية الفذة بل الشخصيات المتعددة من فراغ كبير سواء فيما يتعلق بعلاقته الشخصية او ما يختص بخدمة هذا الوطن العزيز وخدمة هذه الأمة الغالية. ومهما كتبت عن معالي د. غازي -رحمه الله رحمة الأبرار- فإنني لن أغطي ما في نفسي من حزن عميق لفقد معاليه، لكن حسبي أن أعبر هذا الشعور بهذه الكلمة الوجيزة. وأذكر لكم أنه في إحدى المناسبات كتبت له هذه المقطوعة:
|
أسمى الشمائل ما تعدوك يا غازي |
وكم مثالِيه يحظى بها غازي |
تذوي الأزاهِر عمن عاش بهجتها |
إلا أزاهر حُب نِلت يا غازي |
مهما بلغت من الأمجاد أكرمها |
فالحُب أفضل ما أوعيت يا غازي |
والحُب أفضله ما كان منهله |
مبادئ سمقت بالخير يا غازي |
والحُب أسمى شِعار ظلْتَ ترفعه |
ولست تعرف غلا الحب يا غازي |
إذا تفنن أقوام بأثرتهِم |
فما تجيد سوى الإيثار يا غازي |
وإن أرادو لك التحجيم ويحهموا |
هل يطمسون ذُكاء (1) نورها غازي |
وقد أجابني معاليه بخطاب رقيق شكرني فيه وأبدى إعجابه وامتنانه بها.
|
رحم الله الصديق الفقيد د. غازي القصيبي وأسكنه فسيح جناته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. |
(1) ذُكاء - اسم من أسماء الشمس |
|