Al Jazirah NewsPaper Friday  27/08/2010 G Issue 13847
الجمعة 17 رمضان 1431   العدد  13847
 
وبقي الاختيار
صالح الفالح

 

يظل الأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز -حفظه الله- مطلع شهر رمضان المبارك والمتعلق بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء قراراً (تاريخياً) وتوجهاً حكيماً بلا شك، وقد حسم الموقف ووضع (الفتوى) والأمور في نصابها ومسارها الصحيح، كما وضع حداً (لأنصاف) المفتيين ولكل من هبّ ودبّ ونصب نفسه مفتياً بغير علم ولا هدى (هذا حلال وهذا حرام..).. وتطفل على (مائدة) الشريعة والعلماء الراسخين في العلم، ومن حاولوا أن يستغلوا القنوات الفضائية التي ضاق بها (الفضاء) وكذلك منابر الخطب ووسائل الإعلام المختلفة الذين يهرفون بما لا يعلمون وإطلاق الفتاوى على عواهنه (بجهل) مبين وواضح (الشاذة) والغريبة والتي لم ينزل الله بها من سلطان.. وما سمعنا بها في آبائنا الأولين... وفي الوقت الذي حظي هذا التوجيه والقرار السامي بصدى واسع باهتمام بالغ من مختلف المواطنين على مختلف مستوياتهم ومنظمات إسلامية ومن علماء خارج المملكة.. وحظر صخب العديد من برامج الإفتاء التي عجت بها القنوات الفضائية فاختلط فيها الحابل بالنابل ما جعلها تفتح الباب على مصراعيه (للفتوى) والتساهل بها بشكل واضح (وفاضح) وخارج عن جادة الصواب..

لا يزال الجميع من المواطنين يترقب خلال الفترة القادمة أن تصدر هيئة كبار العلماء بياناً تعلن فيه أسماء العلماء والمشايخ (المعتمدة) والمؤهلة من الثقاة (للفتوى) ومن هم أهل لها لترفع إلى المقام السامي (ليذهب الزبد جفاء وما ينفع الناس يبقى في الأرض). وبحسب مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ فإن (الهيئة) تعكف حالياً على وضع آليات في منع وحظر من لا علم عنده أو (بصيرة) ومن يفتي بما لا يعلم ووضع تنظيم (للفتوى) سوف يصدر قريباً من خلال لجنة متخصصة منبثقة عن هيئة كبار العلماء مع إعادة (برمجة) برامج الإفتاء والحرص على (تقنينها) بصورة أفضل تنظيماً ووضع ضوابط لها بشكل يضمن تحقيق أهدافها المرجوة ورسالتها السامية والصحيحة وبما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ...) الآية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد