Al Jazirah NewsPaper Friday  27/08/2010 G Issue 13847
الجمعة 17 رمضان 1431   العدد  13847
 

رِفْقَاً.. يَدَ الجَرَّاحِ
شعر الدكتور عبدالله بن ثاني

 

حمداً لله على سلامتك يا أبا فهد، شعور معتق بعبق الشمال، هناك حيث يبقى الحب والوفاء قيمة وفضيلة...

حَلَّ القصِيدُ إزَارَهُ فَتكَلَّمَا

حَتَّامَ تبْقى يَابْنَ ثَانِي أبْكَمَا

وَلقدْ كَسَوْتُكَ حُلَّة ًمِنْ سُنْدُسٍ

وَمَلَكْتَ أسْبَابَ الرَوِيِّ مُسَوَّمَا

رُحْمَاكَ قَدْ أرْهَقْتَنِي أوَمَا تَرَى

عِوَجَ القَوَافِي فِي يَدَيّ تَقَوَّمَا

اطْلِقْ لِصَرْخَتِكَ العَنانَ وَدَعْ لهَا

هوْجَ الرِّيَاحِ تَؤُزُّهَا مِثلَ العَمَى

أوَّاهُ مِنْ ذِكْرى عُفَيْرَا لمْ تَزَلْ

فِيهَا وَهَذا الصَّمْتُ يَحْتَلُّ الفما

مِنْ كُلِّ فَجٍّ أقْبَلتْ بِرِكَابهَا

مَذعُورَة تسْعَى وَيَحْدُوهَا الظما

أبْكِي عُفَيْرَا فِي الغِيَابِ وَدُونَهَا

خَرْطُ القَتادِ وَأرْبَعُونَ مُعَمَّمَا

وَهَفا لَهَا قَلْبِي عَلَى عَلاتِهِ

مُسْتعْرِبَاً لِرسُومِهَا وَمُتَرْجِمَا

إيْهٍ أخَا العُتْبَى وَمَاءٌ في فَمِي

حَرَّى اسْتَفَاقَ صعيدُهَا فَتَيَمَّمَا

وَعَلى الشَّمَالِ يَسُحُّ فَرْطُ خَمِيسِهَا

حِينَ اسْتَباحَ غَرِيمُهَا ذاكَ الحِمَى

مُتَشَعِّبَاً كَالرَّاعِدَاتِ وَزَادُهُ

أهْدَى إلَيْهَا المُبْرِقَاتِ الحُوَّمَا

مَالِي أرَى الوِدْيَانَ فِي عُرُصَاتِهِ

مَوْتَى وَمَا تَسْطِيعُ أنْ تَتَكَلَّمَا

وَالرِّيحُ قَوَّضَتِ الجِبَالَ فَمَا تَرَى

إلا (العُوَيْصِيْ) ظَامِئاً وَمُهَدَّمَا

وَجَثا الحَمَادُ وَأطْرَقَ العَطْشَى به

وَرُغَاؤُهُ أبْكَى الغَدِيرَ المُلْجَمَا

قَدْ أخْرَجَتْ أثْقَالهَا مِنْ وَحْيِهِ

مُسْتَسْلِمَاً وَمُقَوَّضَاً وَمُحَطَّمَا

إنَّ الشَّمَالَ وَإنْ مَضَى فِي صَمْتِهِ

بَاقٍ عَلى ثَغْرِ الطُّفُولَةِ مَبْسَمَا

نَامَتْ دَيَاجِيرُ النَّوَى وَأنَا لهُ

مَازِلْتُ أسْتَرْعِي النُّجُومَ العُوَّمَا

وَدّتْ لهُ الأحْلامُ فَوْقَ تُرَابهِ

أنْ تُصْطَفى لِتكُونَ فِي يَدِهِ دُمَى

هَيْهَاتَ يَرْوَى دُونَ عَرْعرَ شَوْقُهُ

هَيْمَانَ لايَرْضَى سِوَاهَا مَوْسِمَا

وَادٍ تَحَمَّلََ وَالأسَى فِي نَحْرِهِ

حَتَّى عَفَا وَأطَالَ فِيهِ المَأتَمَا

وَمَضيْتُ أرْتشِفُ السَّنِينَ ودَهْرَهَا

وَعَليْهِ أسْتوْحِي الثَّرَى مُسْتلْهِمَا

وَقَفَ البُدَاةُ بهَا حَيَارَى مِثْلَمَا

كَفَّايَ تَرْجُوهَا فَتهْطُلُ عَنْدَمَا

وَرَعَيْتُ لِلسَّيْفِ الصَّقِيلِ ذِمَامَهُ

وَبهِ اسْتَبَنْتُ ولمْ أكُنْ مُتَلثِّمَا

سَلمَانُ وَانْتفَضَ الدُّعَاءُ مُحَلِّقَاً

وَسَعَى إليْهِ مُخَيَّرَاً لا مُرْغَمَا

يَجْرِي فُؤَادِي فِي يَدَيْهِ كأنَّهُ

وَترُ النَّسيمِ عَلى الصَّبَاحِ تَرَنَّمَا

فَاخْتارَ مِنْ لُغَةِ البَيَانِ لِوِرْدِهِ

مَايَسْتحِقُّ وَكانَ قَرْمَاً مُفْعَمَا

وَسَمَا أبُو فَهْدٍ بهِ وَحِدَاؤهُ

إرْثُ الجُدُودِ تطَلُّعَاً وَتقَدُّمَا

يَزهُو نِجَادُ السَّيْفِ فوْقَ مُتونِهِ

وَكِلاهُمَا فِي المَجْدِ كانَ عَرَمْرَمَا

للهِ كمْ شَطَّ المَزَارُ وَدُونَهُ

رَسْفُ الحُدُودِ مُقَيَّدَاً وَمُنَظَّمَا

لفَحَ الهَجِيرُ رِغَامَه فِي صَوْلَةٍ

حَطَّتْ عَلى قلْبي القَضَاءَ المُبْرَمَا

فتعَلَّقتْ عَيْنايَ فِي ظِلِّ الذي

مَلكَ الشِّغَافَ وَكانَ فِيهَا الأنْجُمَا

يَا توْأمَ الجُودِ الذي فَخرَتْ بهِ

كُلُّ المَنَابتِ حِينَ فَرْعُكَ قدْ نَمَا

حَتَّامَ يُورِقُ مِنكَ فَرْطُ حَنينِهَا

تَشْتاقُ صَوْتَكَ وَالذِي سَمَكَ السَّمَا

فصَدَاكَ مِلْءُ جَوَانِحِي وَضجِيجُهَا

تَرْتَجُّ مِنْهُ الأرْضُ شِلْواً مُعْدَمَا

أسْقِيكَ مِنْ مُهَجِ الفُؤَادِ وَكُلَّمَا

أدْعُو الجُفُونَ عَليْكَ جَاءَتْنِي دَمَا

يَا مِبْضَعَاً شَرُفَتْ بِهِ شَفَرَاتُهُ

أُعْطِيْتَ مَجْدَاً خَالِدَاً فَتَكَرَّمَا

لمَّا الفِقَارُ تَرَجَّلَتْ وَمُصَابُهَا

مِمَّا تَحَمَّلَ عَزْمُهُ وَتَسَلَّمَا

هَذا أبُو فَهْدٍ كَظِلِّ غَمَامَةٍ

تََهْمِي عَلَيْنَا رَحْمَةً وَتَبَسُّمَا

رِفْقَاً يَدَ الجَرَّاحِ إنَّ لَهُ يَدَاً

كَمْ أسْعَدَتْ طِفْلاً بَكَى وَتَألَّمَا

فَتَرَفَّقِي إنَّ النَّدَى بِكِ يَسْتَفِيقُ

لِتَبْعَثِي كَفَّ الرِّضَا وَالمِعْصَمَا

عُدْ يَافِدَاكَ عُيُونُنُا مَكْلُومَةٌ

وَإليْكَ- يَا طَلْقَ المُحَيَّا- المُنْتَمَى

لاحَتْ بُرُوقُكَ وَالرِّيَاضُ تَطَلَّعَتْ

وَالمَجْلِسُ المَهْجُورُ أجْهَشَ وَارْتمَى

هَذا هُوَ الإثنَيْنُ بَعْدَكَ أصْبَحَتْ

سَاعَاتُهُ حَسْرَى وَفَجْرِيَ مُعْتِمَا

شُلَّتْ عَقَارِبُهَا كَمَنْ عَاثتْ بِهِ

غِيَرُ الزَّمَانِ مَصَائبَاً وَتَيَتُّمَا

لَوْلاكَ مَا أبْكَى الوَفَاءُ قَصِيدَهُ

وَجَثا عَلَى البَحْرِ الحَزِينِ مُتَيَّمَا

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد