Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/08/2010 G Issue 13849
الأحد 19 رمضان 1431   العدد  13849
 
لوشن لعلاج مس العاشق 2-2
خالد محمد الخضري

 

فيما يخص الحالة التي يتعرض لها المصاب عندما تحصل القراءة عليه من تشنج وصراخ وانفعالات معروفة فإنها تحصل نتيجة اختلال الجهاز العصبي.

وعندما يختل الجهاز العصبي لدى المصاب، يصبح يتحدث

من خلال العقل الباطل، وهنا يتغير صوته، ويبدأ في التحدث - من داخل العقل الباطن - بما يعتقده ذلك المصاب عن نفسه بأنه مسحور، أو أن به جنيا سكن جسده منذ سنوات، ويأتي ذلك عبر الشعور اليقيني لدى المصاب بأنه يعيش هذه الحالة، ثم يبدأ العقل الباطن في التفاعل مع القضية للدرجة التي تجعل بعض الأشخاص يقومون بتصرفات خارجة عن إرادتهم لأنهم لا يتصرفون من خلال العقل الواعي - مثلهم مثل المنوم مغناطيسياً - وقد أكدت ذلك كثير من القصص التي عملت على شكل تمثيليات قام بها بعض الذين يمارسون الرقية الشرعية، بهدف علاج المصاب، من خلال إيهامه بأنهم قاموا بإخراج السحر - وهم لم يجدوا أي سحر أصلاً - مما يؤدي إلى أن يتشافى المريض فوراً - هذه آراء قال بها مجموعة ممن ما رسوا الرقية الشرعية لعدة سنوات وعلى رأسهم الشيخ العمري علناً وفي القنوات التلفزيونية، ولهذا باتت هذه القضية قضية خلافية بين المهتمين والمختصين في قضايا الرقية.

لكنني عندما أطالب بتقنين هذا الأمر وجعل حد له من خلال التعامل معه مثلما تم التعامل مع شؤون الفتوى، فإن هذا الأمر بسبب تفشي عدد كبير من القراء - المنتفعين - بهذا العمل والذين ليس لديهم رسالة حقيقية سوى القيام بدور أو أدوار يقوم بها الشخص بنفسه، وليس له أي حاجة للآخرين، وإذا اضطر الإنسان لقراءة شيخ فإنه عندما يتم تقنين القراء، ويصبحون تحت نظر وعيون الدولة تصبح الأمور واضحة، وبشكل نظامي خاصة إذا ما عرفنا أن هناك حالات مخالفة للنظام تتم لدى عدد من القراء، وأهمها حالات وفاة حصلت لسيدات، مثل المرأة - كبيرة السن التي ماتت أثناء قيام الشيخ بالقراءة عليها في محافظة الطائف - وذلك بسبب قيام ذلك الشيخ بضرب السيدات بعنف في أرجلهن بحجة إخراج الجني منهن، والاستغلال المادي والنفسي وما إلى ذلك من الحالات التي تم ضبطها.

واستخدام الضرب، يعد واحداً من الأساليب الهمجية، التي ليس لها أي علاقة بقراءة القرآن، القرآن شفاء، وراحة للنفوس، فكيف يتم استغلاله عبر استخدام العنف ؟

ومن أهم الشواهد التي نشاهدها بشكل يومي قيام بعض القراء بالإجابة على المتصلين عبر برامج تلفزيونية، حيث ظهر أحدهم في قناة تلفزيونية يؤكد أن هناك « دهن لوشن « يقوم ببيعه، وتوزيعه في كثير من الدول العربية بعد أن قام بالقراءة عليه، وهو يقوم بالترويج لهذا الدهان، أكثر من الدعاية للماء أو الزيت المقري عليه، وسألته إحدى المتصلات بأنها تشعر بحرارة ووجود جسد إلى جوارها أثناء النوم فأطلق على هذا النوع من المس « المس العاشق « وأوضح أن دهن لوشن يعد من أهم أساليب الرقى سريعة المفعول.

وسألته سائلة عن ( مصباح في منزلهم ) يضيء ويطفأ فجأة، وهم يعتقدون أن هناك جنيا يقوم بهذا العمل، فأجاب الشيخ بأن الجن ليس لهم علاقة بالكهرباء، إنما هناك عطل وعليهم إصلاحه، فيما نجد شيخاً آخر من القراء أيضاً يؤكد أن الجن قد تضايق منه - شخصياً - عندما كان قوياً عليهم، وقادراً على مقاومتهم وإخراجهم ممن تلبسوا أجسادهم من البشر، يقول الشيخ : عمل الجن على مضايقتي في دورات المياه، وفي أماكن مختلفة حتى أنهم قاموا باللعب بسيارتي، وإقفال أبواب سيارتي وفتحه بشكل سريع جداً، وفي أوقات مختلفة بغرض إخافتي، وأن أصبح تحت سيطرتهم، ولكن الأمر تكشف فيما بعد، عندما قام أحد أصغر أولاده بالكشف على السيارة فوجد بها عطلاً كهربائياً، ونحن مع يقيننا الكامل بوجود عالم الجن الذي أكده القرآن الكريم، وأكده صحيح السنة الشريفة إلا أننا نشعر أن مثل هذه القضايا التي تحصل بها كثير من المبالغات والوهم النفسي.

في الختام هذه المسائل يجب أن تقنن، لأنها تخضع للتأويل الشخصي، مثلها مثل تفسير الأحلام، ويجب ألا نجعل الناس ضحية لتلك التأويلات والآراء المختلفة، وأن يصبحوا أسيروا الوهم، والاعتقادات الخاطئة التي تحصل من هؤلاء الذين يجتهدون على حساب الصحة النفسية لأبناء الوطن، وأبناء الأمة، ويجب أن نعمل على توعية الناس بضرورة مراجعة العيادات النفسية في كل الأحوال ومعرفة حقيقة المرض، وعدم الارتهان إلى الوساوس، ثم إن احتاج أحدهم للقراءة فإن عليه أن يقوم بالقراءة على نفسه فأنه أعظم من أي عمل آخر، وأعظم من اللجوء للمنتفعين من مثل هؤلاء القراء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد