Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/08/2010 G Issue 13849
الأحد 19 رمضان 1431   العدد  13849
 
عشرات الجامعات.. وهذا معدل ما يُطبع من الكتب!!
يوسف بن محمد العتيق

 

لا يحمل الكثير من المؤلفين السعوديين همّ جمع المادة العلمية لكتبهم ومؤلفاتهم، ولا يفكر الكثير منهم في العوائد المالية لكتابه فهو في أغلب الأحيان لم يؤلف الكتاب لأجل المادة، وإن كان يرحب بالعائد المترتب على كتابه مع أن الكثير من عوائد الكتب لا تفي بتكاليف الطباعة ولا تتناسب مع الوقت الذي بذل فيه.

ولا يحمل الكثير من المؤلفين هماً أو خوفاً من النقد المترتب على كتبهم، بل النقد والمناقشات محل ترحيب الكثير من المؤلفين حتى لو كانت ملحوظات قاسية أو غير منهجية.

إذن ما هو الهمّ الأكبر عند المؤلف والناشر السعودي؟!

الهمّ الأكبر عند المؤلف والناشر السعودي هو قضية توزيع الكتاب وإيصاله للقارئ!

هل تصدقون أن معدل عدد نسخ ما يطبعه المؤلف أو الناشر من الكتب في الظروف المعتادة ما بين الألفين إلى الثلاثة آلاف نسخة، وتبقى خمس سنوات وتكون كمية الرجيع تتجاوز الربع من أصل الكمية مع العلم بأن هناك نسبة من هذه النسخ لم تبع بل هي ما يعبر عنه بنسخ الإهداء والمجاملات والعرض أو بدل التالف من جراء التخزين في مستودع شركات التوزيع؟!

وهل تصدقون أن عدد شركات التوزيع للكتاب في المملكة العربية السعودية لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة؟!

وأعني بشركات التوزيع تلك التي تأخذ الكتاب مطبوعاً من المؤلف ثم تتولى توزيعه في كافة أرجاء الوطن وبدول الخليج.

هذه القضية تشغل بال الكثير من المؤلفين، وتشكل لديهم إحباطاً كبيراً وكثيراً.

ولأكثر من زميل تجربة مع طباعة كتبهم حيث إنهم يطبعون من كتبهم وفق المعدلات السابقة ثم يعرضونها على شركات التوزيع التي تأخذ عدداً محدوداً من الكتاب لأن هذا العدد بحسب شركات التوزيع هو الذي يمكن تصريفه!

وحين تتحدث مع مندوبي شركات التوزيع يؤكدون أنهم عرضوا الكتب على المكتبات ولم ترغب فيها لأن الكتاب لا يشد القارئ أو أن مضمونه تقليدي أو غلافه غير ملفت للنظر!

ومع أني أرى أن الحق بين هذا وذاك إلا أن المقترح الواجب تدارسه بين دور النشر ورجال الأعمال هو قيام شركة توزيع متخصصة لديها نقاط توزيع ومنافذ بيع في كل مكان، وتستفيد من التجارب السابقة، ويكون لديها رؤية للتنسيق مع الناشر والمؤلف قبل طبع الكتاب، ولا مانع أن يستفيد مؤلف الكتاب أو الناشر من مقترحات شركات التوزيع كونها الأدرى بالسوق ومتطلبات القارئ واحتياجاته، فليس من المعقول أن يكون بلد مثل السعودية فيها أكثر من عشرين جامعة ومئات الكليات والمئات من المثقفين والمهتمين، ويكون معدل ما يطبع من الكتب بهذه الأرقام المتدنية.



tyty88@gawab.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد