خلق الله سبحانه وتعالى الدنيا جميلة، وكل ما فيها جميل، النهار والليل والشمس والقمر والنجوم وكذلك الشجر والحجر والبشر، الحيوانات والطيور والحشرات والبحار وما فيها من كائنات وأسماك.
|
فما على الإنسان إلا أن يحس بهذا الجمال ويتلمّسه ويعيشه دائماً (كن جميلاً ترَ الوجود جميلا).
|
والجمال نوعان: حسي ومعنوي، فالجمال الحسي يكون بالمحسوسات كجمال الحجر والشجر والبشر، وأما الجمال المعنوي فيكون بجمال الأخلاق والصدق والأمانة والمعاملة الحسنة والابتسامة المشرقة الصادقة، ويكون في براءة الأطفال وفي صدق الأحاسيس والمشاعر.
|
وقد تغنّى الشعراء بالجمال بكل أنواعه وأشكاله فنظموا القصائد في النساء وجمالهن وفي الحدائق والبساتين والمناظر الخلابة وفي السحاب والمطر والآثار والمباني والمعاني وفي المال والبنون والأنعام، ومع هذا كله تجد عند بعض الناس عزوفاً عن الجمال الحقيقي وعن التمتع به، فهو مقطّب الجبين ضيق الصدر، صدود، غضوب، كثير التشكّي، عابس الوجه لا تعرف الابتسامة إلى شفتيه طريقاً، في الحديث الشريف (تبسُّمك في وجه أخيك صدقة) الابتسامة بريد القلوب، للابتسامة جمال أخّاذ يقول الشاعر العربي المهجري:
|
لمَ تشتكي وتقول إنك معدمُ |
والأرض ملكك والسما والأنجمُ |
هبت لك الدنيا فمالك واجماً |
وتبسمت فعلام لا تتبسمُ؟ |
انظر إلى الطفل الصغير يبدأ يومه الجديد بابتسامة جميلة بريئة، وانظر إلى الزهور في الصباح الباكر تتفتح وتنشر عبيرها وعطرها، واستمع إلى تغريد الطيور وشقشقتها وهي تغادر أعشاشها قبل بزوغ الشمس فرحة بالصباح.
|
افتح نافذة بيتك وانظر إلى حركة الناس في غدوهم ورواحهم وسرور واستبشار باليوم الجديد ما عليه مزيد.
|
الجمال يملأ دنيانا فهل نحسه ونعيشه كما ينبغي؟ أرجو ذلك.
|
بريدة |
|