Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
وزارة التربية والتعليم وهجرة عقولها التربوية
منصور إبراهيم الدخيل

 

لقد اهتمت وزارة التربية والتعليم منذ فترة طويلة بإعداد وإيجاد الكوادر التربوية المتخصصة لتسهم في تطوير منظومة التعليم وقد تم ابتعاث الآلاف من خريجي الثانوية العامة البكالوريوس إلى مختلف دول العالم وأتيحت الفرصة للكثير من موظفي الوزارة للتحضير لرسالتي الماجستير والدكتوراه بالإضافة إلى الدورات المتقدمة التي يلتحق بها بعض الموظفين بين وقت وآخر ولا يزال هذا التوجه قائماً عند المسؤولين في وزارة التربية ولاسيما في الابتعاث الداخلي بعد التطور الذي يشهده التعليم العالي في المملكة والمتمثل في وصول بعض الجامعات السعودية إلى العالمية من خلال تميز برامجها والعقول العلمية التي تستقطبها وقد أتاحت وزارة التربية والتعليم لمئات من منسوبيها من مديرين ومشرفين ومعلمين لمواصلة دراستهم العليا (الماجستير والدكتوراه) في هذه الجامعات الذي أثمر عن وجود كوادر وطنية مغطية لجميع التخصصات التي تحتاجها العملية التربوية فتجد مدرساً يحمل الدكتوراه يعمل في الإشراف التربوي وآخر يدرس في المرحلة الثانوية بالإضافة إلى المراحل الأخرى التي يدرس فيها مدرسون يحملون شهادة الماجستير.

هذا التوجه لوزارة التربية يدل على حرصها على الارتقاء بالعملية التربوية لتواكب التغيرات والمستجدات ولكن هذه العقول لم تحافظ عليها حيث فرطت فيها وهاجر الكثير منهم للجامعات والقطاع الخاص ويفترض من الوزارة أن تحتضنهم باعتبارها هي التي أسهمت في إعدادهم وتأهيلهم لأن معظمهم لديه خبرات في الميدان التربوي سبقت دراساته العليا وهذا يعزز الحاجة إليهم أكثر (خبرات وشهادات عليا) والذي سوف يصب في تطوير العملية التربوية التي تهدف إلى إعداد المواطن الصالح النافع لمجتمعه وأمته وهذا ما تنتهجه الكثير من الدول المتقدمة التي تجعل الكثير من المدرسين هم الذين يحملون الشهادات العليا، فلهذا أطالب المسؤولين في وزارة التربية والتعليم من معالجة هذه الظاهرة والبحث عن ما هي الأسباب التي تجعل هذه الفئة الكبيرة الهجرة خارج وزارة التربية والتعليم علماً بأنني تحدثت إلى البعض منهم عن ما هي أسباب ذلك وأخبروني بأن المناخ التعليمي ليس مهيأ لذلك البعض منها مرتبط بالبحث والرسالة حيث لم يستثمر بشكل جيد بالعملية التربوية أيضاً الصراع بين القيادات التربوية من مشرفين ومديرين خصوصاً بعد أخذ الشهادة العملية (الماجستير والدكتوراه) بالإضافة إلى عدم تفاعل القيادتين مع هؤلاء المدرسين عن ما يتم طرحه من أفكار اكتسبوها من خلال مشوارهم في الميدان التربوية والتعليم العالي، وقبل أن أختتم هذه المقالة أحب أن أشير إلى نقطة مهمة قد يقع ضحيتها بعض المدرسين الذين تحصّلوا على الدراسات العليا وهي البحث عن (البرستيج) حينما يتوقعون أن حصولهم على شهادة الماجستير والدكتوراه لا يتوافق مع مستواهم العلمي والأكاديمي ويحط من قدرتهم عندما يدرسون في التعليم العام وهذا مجانب للحقيقة لأن الدول المتقدمة تستقطب ذوات التخصصات العالية في التعليم العام.

وهذا ما نرجوه وبالله التوفيق.

مكتب التربية العربي لدول الخليج


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد