Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
ساهر وطامر في جدة
فادي إبراهيم الذهبي

 

لقد لاقى نظام ساهر المروري نجاحاً رائعاً في مدينة الرياض، فعندما أصبحت العقوبة والغرامة صارمة لكل من كان يسرع أو يتجاوز الإشارة الحمراء أو غير ذلك حينها التزم المتهورون بالإرشادات المرورية أو محبو مخالفة نظام القيادة وأصبحوا يخافون العقوبة التي لا مفر منها، فعمل إيجابي رائع يحافظ على الأرواح البريئة من جنون بعض السائقين.

النظام المروري في جدة بحاجة إلى ساهر لكي يلتزم محبو مخالفة الإرشادات المرورية بنظام سالم وآمن من الحوادث، فنجد قطع الإشارة المرورية الحمراء أصبح عرفاً في كبرى الطرقات، فحتى لو كانت الإشارة خضراء عليك أن تتأكد من خلو الشارع لأن المتهورين كثر هذا ناهيك عن عكس الشوارع والقفز على الأرصفة، فعندما يبدأ نظام ساهر بجدة وتبدأ العقوبات والغرامات المالية هنا سيلتزم الجميع بالقيادة الآمنة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وللأسف نجدهم متزايدين في ظل عدم حصول المخالف على عقوبة رادعة، فعلى الرغم من التوعية المرورية الدائمة من إدارة المرور تجد البعض وكأن شيئاً لم يكن يخالف النظام المروري ويسرع بشكل متهوّر معرضاً حياته وحياة الآخرين للخطر وتنتج من تهوره مأساة كبيرة تلحق الأسرة، إما بوفاة أو إعاقة أو خسائر مادية فادحة، فنحن في جدة بأشد ما نكون لنظام ساهر المروري ويجب أن لا يقتصر على الشوارع الرئيسية فحسب، بل حتى الشوارع الفرعية، ويجب أن لا يكون هناك أي تهاون مع مستهتري القيادة والمسرعين، إضافة إلى العقوبات الأخرى مثل التظليل وتغيير لون السيارة دون إذن والتلاعب باللوحات، أعتقد أن المرور في جدة عليه أن يضاعف جهده لكي يطبق النظام المروري، وإنني على يقين بأن الجميع سيلتزم وتصبح القيادة أكثر أمناً في المستقبل.

أما النظام المقترح على أمانة جدة وهـو طامر أي (لطمر) وسد الحفر المترامية هنا وهناك في شوارع جدة، فقد كتبنا كثيراً حول هذا الموضوع وسنبقى نكتب حتى تحل هذه المسألة، فالحفر عديدة ومتنوّعة في جدة سواء بالشوارع الرئيسية أو الشوارع الفرعية، فلماذا لا يمر مسؤولو الأمانة على هذه الشوارع وتقسم الأحياء وكل يوجه بعدد الحفر في منطقته، إننا نرى شركات المقاولات وشركات تقديم الخدمات تنتهك هذه الشوارع ومن ثم تترك الشارع بحفره أو تعرج دون متابعة لهذه الشركة هل أنهت مهمتها على الوجه المطلوب أم لا؟ وبالتالي توقف مستحقاتها المالية أو يفرض عليها إصلاح ما أخطأت به.

إن جدة عروس البحر الأحمر وهي بوابة المسلمين إلى مكة المكرمة، وهي مقصد سياحي مهم، وهي بحد ذاتها تشهد تحركات اقتصادية عالية المستوى ففي مهرجان «جدة غير» الأخير كانت العروض الضوئية رائعة جداً وفعاليات هذا المهرجان جميلة جداً وكورنيش جدة رائع وجلسة البحر بها عذبة سواء في الصباح أو المساء، فهل يا أحبائي في أمانة جدة نفسد هذا الجمال بكثرة الحفر بالشوارع، هل نفسده بكثرة التعرجات بالشوارع، هل نفسده بالمياه التي تطفح بين حين وآخر، هل نفسده بالقمامة التي لا تزال من الحاويات إلا بعد أيام؟ أكيد سنجيب بلا وألف لا، فجدة مدينة الجمال فلا تخدشوا جمالها بأمور يمكن أن تحل بكل يسر وسهولة.. هذا عتبي والعتب من المحبة.

fthahabi@prandmedia.org


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد