Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
وماذا لو كان أوباما مسلماً؟!
عبدالله بن راشد السنيدي

 

أثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس الأمريكي الحالي (باراك أوباما) واجه أوباما حملة شعواء حول عرقه وحول ديانته باعتبار أن والده مسلم كيني، إلا أن أوباما تجاوز هذه الحملة ضده وفاز في الانتخابات بأغلبية ساحقة، وذلك بسبب برنامجه الانتخابي الناجح المتضمن العمل على إصلاح الاقتصاد الأمريكي المنهار وتنشيط برنامج الرعاية الصحية، وإنهاء الحرب في العراق وأفغانستان والعمل على إحلال التعايش السلمي في العالم حيث تعاطف غالبية الشعب الأمريكي وبالذات المنتمون لأصول غير أوروبية معه.

واليوم وبعد مرور سنة ونصف على توليه الحكم في الولايات المتحدة تثار من جديد إشكالية ديانة أوباما حيث يعتقد حوالي (30%) من الأمريكيين أن أوباما مسلم بالرغم من أن أوباما نفسه أعلن أكثر من مرة أنه مسيحي وليس مسلماً، ثم ماذا لو كان أوباما مسلماً، إنه ليس أمراً محظوراً في الولايات المتحدة أن يتولّى المسلم مقاليد الرئاسة ما دام أنه أمريكي ومولود في الولايات المتحدة الأمريكية، فالدستور الأمريكي لم يقصر هذا المنصب على ديانة معينة، بل إن الدستور ألغى التمييز بين الأمريكيين في تولي الوظائف العامة بسبب الدين، وأن المواطنين الأمريكيين المسلمين مثلهم مثل غيرهم من الأمريكيين الآخرين لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات مثل غيرهم من الأمريكيين المنتمين لديانات أخرى وسبق أن أدلى وزير الخارجية الأمريكية الأسبق (كولن باول) مع أنه غير مسلم بتعليق حول ذلك مضمونه أن المواطن الأمريكي المسلم قدّم من التضحيات لوطنه (الولايات المتحدة الأمريكية) مثل ما قدم غيره من الأمريكيين.

إذاً ما دام الأمر كذلك فما سبب هذه الحملة ضد الرئيس أوباما؟

إن السبب والله أعلم يعود إلى النجاحات التي حققها أوباما في معالجة الأزمة المالية الداخلية بعيداً عن نفوذ أصحاب رؤوس الأموال، وإلى النجاحات الخارجية في إنهاء الحرب في العراق وأفغانستان التي تتعارض مع مصالح من يريد استمرار هاتين الحربين، وإلى جهود أوباما في إحلال التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين دول العالم بدلاً من حالات التوتر والعنف والحرب. وهناك سبب مهم وهو تصميم أوباما على حل الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية لعدم قناعته باستمرار هذه المشكلة أكثر من (60) عاماً بدون حل رغم صدور عدة قرارات دولية تُطال إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة.

Asunaidi@mcs.gov.sa


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد