Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
فن ممارسة الحياة
د. عبدالمحسن بن عبدالله التويجري

 

مواصفات شخصية في الإنسان تؤدي إلى المعقول من الأسباب في ممارسة الحياة، والعيش بأمن وسلام ينعم به الشخص نفسه، وينعكس على غيره من أفراد المجتمع، ومن ذلك:

التصالح مع النفس فيما يتعلق بعلاقته بخالقه.

أن يقود علاقته بشمولها، طاقة من الحب نحو أفراد مجتمعه، وكل ما يحيط به أو يرتبط كعلاقة مهمة.

حسن الخلق بوصفه وسيلة مهمة في تعامله مع غيره من أفراد المجتمع.

ثقافة وعلم ينبثق منهما الانتساب إلى مهنة يشارك بها في خدمة أبناء المجتمع.

الحرص على التعامل من خلال ما هو إيجابي في غيره، والانصراف عن الأمور السلبية.

تفعيل قدراته بإرادة وفق طاقته، وألا يظل على هذا.

طموح يتجاوز قدرته، ومبدؤه الثابت (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه).

التواصل وتقدير المناسبات التي يلزم أن يشارك فيها، بل وأن يساهم بإيجابية وإيثار.

هذه إشارات وليست تفصيلاً يصنع نسيجاً متكاملاً، ولا بد لكل شخص من مزيد في طاقته يحاول تفعيله.

الحرص على ألا يكون بينه وبين الآخر سوء فهم يؤدي إلى قطيعة؛ لذا وجب التسامح بينما يأخذ أو يعطي.

ألا يكون مصدرا مزعجا يزعج الآخر بكثير من النمائم، وأن يحرص على حب غيره كما يحب نفسه.

محاولة الوصول بقدراته وفق حدها المتقدم، يسعد فيه غيره وينعكس على نفسه.

إن ممارسة الحياة فن لزم الأخذ بأرقى مستوياته، وحياة هذه معطياتها تؤمّن انسجاماً بينه وبين الناس من حوله، ومن أهمها:

التقدير الشخصي وتقدير إنسانية كل واحد، ويتعمق في إطلاق مثل هذه المعطيات لأفضل الوسائل بقبول وتقبل يميز هذه الروابط، كما أن هناك جوانب إن وقع عليها ذلك الذي قد يجرد الإنسان من أفراد مجتمعه في ميزاتهم وسلوكهم وتجنب ذلك ما أمكن، وهناك جانب آخر يتمثل في مساعدة الغير وفق الحد الأقصى.

إن من يطلب من الآخر عطاء يرهقه أو أنه ليس من مكوناته الطبيعية يؤدي إلى انطباع غير محمود، إجمالاً ما يطالب به الغير لا بد أن يكون من سماته.

إن الحياة بصعوبة ما هي عليه من تداخل وتركيب صعب في أمسّ الحاجة إلى ألا نعيشها كشيء عابر، وإن ساد عليه خطأ نتقبله كما لو كان هو المدخل الوحيد بين شخص وآخر.

العطاء من النفس والموجودات يعمق الصلة بحس الوشائج، وأجودها بالإيمان بأن الحياة قادرة بلهوها ولعبها، ولكنها غير ذلك متى ما تجلت وبرزت حقيقتها.

هذا فيما يتعلق بواحد من الأسباب المهمة، ولكن الأمر يتطلب جهداً يحاول به الشخص التعمق في اكتشاف شيء من غايتها وأسرار مكوناتها، وكل معرفة بها ستمكنه من الانسجام ليفرز أجود ما فيها والاستفادة منه نحو الأفضل.

إن الحياة بمكوناتها من أصعب مسؤوليات الفرد الذي وجب ألا يكون بلا رائحة أو طعم، وإن ما يبذله من جهد نحو اكتشاف الأسرار في الحياة والعمل على فهمها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً يشكل قاعدة لانطلاقه.

إن العطاء من أفضل ما فيه أنه سيمهد إلى مردود أفضل، ولا يجوز أن يعتبر الإنسان حياته وغيره أمراً عابراً بأخطائه وصوابه؛ لذا تفعيل الطاقة الشخصية وفق حدها الأقصى أنجع وسيلة.

والله الموفق.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد