Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
لما هو آت
السجناء...فاطلقوهم عفوا رضيا..
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

من القراء الأعزاء المتابعين والمعقبين لما ينشر هنا..، يتطلع العزيز «الصامت» لإطلاق سراح المساجين..، في رمضان، وغالباً السجن هو أحد أساليب التأديب والتعزير وضبط النفس الأمارة بالسوء..، لكنه في حالات يكون لحفظ حقوق الآخر حين يتعثر المرء في أمر سداد ما عليه له من مال.. وتختلف أسباب الاقتراض وتراكم الدين..، ولا أحسب أن سجن المُعسر سيكون الحل لأن يتسدد ما عليه لأنه في هذا الحال إما أن يسدد عنه آخرون، فهو موقوف اليد عن العمل والتحصيل، وإما أن ينتظر عفو الحاكم، وعندها يكون السجن حماية له..، غير أن كبد الحياة، وعدم التخطيط الجيد لمشاريع العمل، والتطلع للإثراء السريع ربما تكون الأسباب الأكثر وراء السجن،.. أما القاتل والمعتدي والظالم ومن يستحق العقوبة فهناك ما يجعل من السجن دافعاً للتنبيه، والتفكر والشعور بمدى الخطيئة وبعد آثارها، وكثير ما قيل إن السجن مدرسة...

غير أن هناك من يسجن ووراء سجنه ألسنة كاذبين، وحيل ظالمين، وقوى شرار نفوس، وأول نماذج هذه الأسباب يوسف الصديق عليه السلام، فقصص الأنبياء أول دروس في مسار الحياة، والأحياء، ومخاض نفوس البشر بشرها وخيرها، وحكمة عفو الله تعالى ومغفرته، أو أخذه بظلمهم..،

ليت من يظلم غيره يتطهر بصدق لحظة تنجي المسجون من كربة الجدار القائم، والباب الموصد..، وليت من هو خلفهما بسبب الديون أن ينطلق نحو براح المكان، وقدرة القدمين للسعي، وليت من يعفو عن المعسر لميسرة يحيا بها طليقاً للمعاش..، وليت كل سجين يفتح له باب الرحمة بأمر الحاكم..، بعد أن عرف صرير الضلوع في كربة القيود، وأدرك جور الاعتداء عن تكافل التجاوز، وتعلم متى يكون على الأرض سلاماً ويمشي هوناً، ومتى يقول لنفسه سلاماً حين تصطليه نار شهواتها ورغباتنها تلك التي هي فوق كل اعتبار قائدة للأغلال وظلامه النفي خلف الأبواب...

وليت من يربي تربية إيمانية تكبح السلوك وتضبط الخشية وترفع جذوع شجرة التقوى بقناعاتها ورضاها وسلامها وسكينتها لتكون مظلة الحياة ومجال مساراتها وحركة سلوك الناس فيها لتتقلص السجون.. عند الحدود تلك التي لا يصلح أمر النفوس الغوية بشياطينها إلا داخل أسوارها..

فليفرج الله عن كل حبيس.. وليوفق الحاكم ليرسم ابتسامات على شفاه أمهات وزوجات وأبناء وإخوة وأقارب وأصدقاء بل جيران وزملاء يتلهفون لحرية من يحبون... كما يوفق كل ذي حق لأن يحتوي بعفوه من له حق عنده مرجاة فيما عند الله تعالى من العفو الأعظم..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد