Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
مستعجل
لماذا أُغلقت المرحلة الثانوية أمام المعاقين؟!
عبد الرحمن السماري

 

حكومتنا الرشيدة وفقها الله.. اهتمت بالمواطن وباحتياجات المواطن. وتلمّست كل ما من شأنه توفير سبل الراحة والعيش الكريم له.. واهتمت أيضاً.. بتوفير فرص التعليم لكل أبناء الوطن.

ولهذا.. كان ضمن أولويات خادم الحرمين الشريفين.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما تسلم قيادة هذه البلاد الاهتمام الكبير بالتعليم، وشهد في عهده التعليم.. نقلات كبرى.. وحقَّق قفزات نوعية.

وليس موضوعي هنا.. هو الحديث عن التعليم وعن توفير فرص التعليم بشكل عام.. ولكني أتحدث هنا.. عن فئة من أبناء المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة.. لهم طموحاتهم ولهم تطلعاتهم.. ويسعون لمستقبل أفضل في التعليم.

والدولة وفقها الله.. لم تُقصر في هذا الشأن.. فوفرت لهم كل سبل الراحة.. وكل ما من شأنه حصولهم على التعليم حسب قدراتهم.. ووفق أحدث الأنظمة الدولية.. فاستفاد هؤلاء من هذه الفرص.. حيث التحقوا بالتعليم.. وظهر منهم مبدعون بارزون.. وحققوا نتائج باهرة في كل المجالات..

ولهذا.. فإننا نقول.. إن هذه الفئة العزيزة علينا داخل مجتمعنا.. تحقق لها الكثير من تطلعاتها.. وشقَّت طريقها داخل المجتمع.. وأسهمت في التنمية وفي بناء مجتمعها.. وصارت جزءا مهما من هذا البناء.. وأحد عوامل رُقي وتقدم وتفوق المجتمع.

كما أتاحت الدولة أيضاً.. الفرصة أمام قيام العديد من الجمعيات الأهلية التي تهتم بهذه الفئة.. وتستقطب لها أحدث النظم العالمية.. وتتيح لها فرصة التعليم والعطاء والإبداع.. وهيأت لها فرص التفاعل داخل المجتمع.. والحضور الاجتماعي.

كما أن الدولة أيضاً رعت هذه الجمعيات الأهلية وشجعتها ودعمتها وحرصت على أن تحقق هذه الجمعيات والهيئات الأهلية.. الكثير من النجاحات والتفوق.. وقد تحقق لها ذلك بالفعل.

ومناسبة هذه المقدمة السريعة.. هو ما تلقيته من بعض القراء حول قرار صدر من وزارة التربية والتعليم (إعداد التربية الخاصة) يقضي بإغلاق المرحلة الثانوية للمعاقين.. حيث كان هذا القرار صدمة لهؤلاء الطلاب ولأولياء أمورهم.. وكان في تقديرهم.. قرارا غير مدروس.. ويحتاج إلى مراجعة

لقد تفاجأ الجميع فعلاً بهذا القرار الذي أجحف حق هذه الفئة.. التي تتطلع إلى إكمال تعليمها..

- فئة لها طموحاتها.. ولكن هذا القرار المتعجل.. وقف في وجه هذه الطموحات وحال دون إكمال هؤلاء لدراساتهم.

وعندما صدر هذا القرار الأعوج.. تقدم الكثير من هؤلاء الطلاب وأولياء أمورهم.. لمقام سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله.. بالتماس إعادة فتح هذه المرحلة المهمة من المسيرة التعليمية أمام هذه الفئة.. ووجه حفظه الله بسرعة إعادة فتح هذه المرحلة أمام الطلاب المحتاجين وسرعة معالجة الوضع.. وقد سُرَّ الجميع بهذه اللفتة الكريمة من سموه حفظه الله.. والتي ليست مستغربة عليه أيده الله.

ولكن.. لازال الجميع يتطلع إلى تنفيذ توجيهات سمو ولي العهد وسرعة إعادة هذه المرحلة للوجود حسب التوجيه الكريم رقم (1559 رس/خ وتاريخ 6-5-1431هـ) ومنذ ذلك التاريخ (خمسة أشهر) والأمر الكريم (مصكوك) عليه في أدراج إدارة التربية الخاصة بالوزارة.

واليوم.. يتساءل هؤلاء الطلاب.. ويتساءل معهم أولياء أمورهم.. عن الموعد المحدد لإعادة فتح هذه المرحلة مجدداً.. وإتاحة الفرصة لهم.. لإكمال تعليمهم.. والاستفادة من كل الفرص المتاحة أمامهم للإسهام في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.. فهؤلاء.. لديهم تطلعات وأحلام وآمال.. وعليهم مسؤوليات ودور اجتماعي.. ولابد أن تكون كل الفرص الاجتماعية متاحة أمامهم.. ماداموا قادرين على العطاء والإسهام والتفاعل والحضور داخل مجتمعهم.

لماذا نحرمهم من ذلك والأمور مهيأة ومتاحة؟

هم الآن يسألون وزارة التربية والتعليم و(الإخوان) في إدارة التربية الخاصة (ما ندري وش هي خاصة فيه؟!) يسألون عن أمرين..

الأول.. لماذا وكيف تم إغلاق هذه المرحلة (الثانوية) وكيف وصلت الوزارة إلى هذا القرار.. وما هي مبرراتها؟!

الثاني.. متى سيتم فتح هذه المرحلة (الثانوية) أمام هذه الفئة العزيزة (العزيزة بالحكي فقط).. متى يا وزارة التربية؟!

متى يفرح هؤلاء الذين بقوا أسارى البيت.. لأن مجال التعليم توقف أمامهم عند المرحلة المتوسطة؟

- نتمنى.. أن تسعى وزارة التربية والتعليم لمعالجة هذه القضية وسرعة تنفيذ توجيهات سمو ولي العهد حفظه الله.

علماً بأن هذا الموضوع طرح في الصحف أكثر من مرة، وتناوله زميلنا الإعلامي الإذاعي مزيد زيد السميران في عزيزتي الجزيرة.. والكل أدلى بدلوه فيه وحظي هذا الموضوع ببعض النقاشات.. لكننا نتمنى أن تبادر الوزارة بإعادة فتح المرحلة الثانوية أمام الطلاب المحتاجين من هذه الفئة.. والذين يتطلعون كل لحظة.. إلى بشرى تنقل لهم فتح المجال أمامهم للدراسة.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد