Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
توجيه خادم الحرمين الشريفين حيال الفتوى ترشيد لمسيرة الأمة محمود العاقبة
د. حمد بن محمد آل فريان

 

مما لا شك فيه أن توجيه خادم الحرمين الشريفين المبلغ لسماحة المفتي كان حكيماً وكان صواباً وكان شجاعاً حيث أرسى قواعد المرجعية العلمية ووضع الأمر في نصابه الصحيح عبر المؤسسات الشرعية المؤهلة والمخولة لتولي ما أسند إليها من أمور الدين وأمور الناس إفتاء وحسبة، ودعوةً وإرشاداً كل حسب اختصاصه وحسب الصلاحيات المعتبرة، وهذا التوجيه هو عين البصيرة وهو عين المصلحة وهو عين براءة الذمة، ترشيد مسيرة الأمة في هذه المجالات البالغة الأهمية والحساسية فيه غبطة وفيه مصلحة لأنه في حقيقة الأمر يقي الأمة نوازع الإثارة غير المبررة ويحمي الأمة من القيل والقال والتشوش الفكري والتشرذم الاجتماعي، وينزع فتيل الشكوك والحيرة والتخبط.

ترشيد مسيرة الأمة في الفتوى وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الدعوة والإرشاد هو تجديد رفيع المستوى لمنهج الأمة ومنهج علمائها وفوق ذلك هو منهج ولاة أمرها على مر التاريخ خلفاً عن سلف وكان من ثمرات ذلك النهج المستقيم جمع الكلمة ووحدة الصف وحماية حمى الدين في جميع أدوار هذه الدولة المباركة وهو مستمر بحول الله وقوته أقوى ما يكون تماسكاً وأصلب ما يكون عوداً. وأثبت ما يكون رسوخاً. ترشيد مسيرة الأمة في هذا الخصوص يقي المجتمع سلبيات تهور المتعجلين وتطاول المتعالمين وغلو الغالين وتساهل المتساهلين ويفوت الفرصة على المتربصين.

توجيه خادم الحرمين في هذا الخصوص وثيقة عمل ومنهاج مسيرة حدد بوضوح وجلاء ما يجب اتباعه حيال الفتوى في المسائل العامة وفي النوازل وحدد ما ينبغي لزاماً اتباعه حيال الفتوى الخاصة التي يتطلبها واقع الناس فيما بين المفتي والسائل مع مراعاة ألا تتعدى إلى ما هو شاذ من الآراء أو ما هو مرجوح من الأقوال.

هذا التوجيه المبارك يخدم بحق مصلحة الأمة ومصلحة المجتمع ومصلحة الوطن، ومصلحة الأمن بعامة ومصلحة الدين والعلم بخاصة، وختاماً نقول طبت وطاب مسعاك يا خادم الحرمين الشريفين فقد أبرمت للأمة أمر رشد فلك من أمتك صالح الدعاء وعاطر الثناء ولك من الله أوفى الجزاء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد