Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
الآثار السعودية بين العولمة والعالمية
د. أحمد العثيم

 

تحظى المملكة العربية السعودية بثروة غنية من الآثار التاريخية التي تمثل العمود الفقري للتنمية السِياحية والركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني بها، فقد قدرت الهيئة العامة للسياحة والآثار إيراداتها بنحو 66 مليار ريال، خلال هذا العام 2010م بنسبه نمو 4.76 في المائة مقارنةً بعام 2009م، متوقعة أن تصل الإيرادات الكلية إلى 118 مليار ريال في عام 2015م، بما تصل قيمته إلى 232 مليار ريال في العام2020م. ومن ثمَّ تمثل السياحة الأثرية أهم مصادر الدخل وأحد أكبر دعائم الاقتصاد، نظراً لما تتميز به المملكة من خصوصية وتفرد عن سائر بلدان العالم بوجود العديد من المواقع الأثرية التي تملك دلالة تاريخية مهمة على فترات زمنية في التاريخ الإنساني فضلاً عما تتمتع به من مقومات تجذب السياح من شتى بقاع الأرض بشكل لافت، مما جعلها تخطو خطوات رائدة قد تكللت بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- على انتقال معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» بين عدد من المتاحف الشهيرة في العواصم الأوروبية والمدن الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى إسهاماً في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة, وما تمثله الآثار السعودية من أهمية في فهم التاريخ البشري، انطلاقاً من موقعها الجغرافي المميز الذي يشكل محوراً رئيساً في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري عبر العصور.

ولا شك أنه قرار يعكس رؤية خادم الحرمين الشريفين لنقل المملكة من حيز المحلية إلى العالمية، وعلى كافة الأصعده والذي نستقرئ دلالته في جهوده الدؤوبة وقراراته الصائبة والتي تتجسد في حرصه على حضور المملكة العالمي ومشاركتها في معظم المنظمات العالمية، من أبرزها: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة السياحة العالمية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق النقد العربي، والمنظمة الدولية لتوحيد المقاييس والقمة الاقتصادية لمجموعة العشرين في تورونتو، القمة السعودية - الأميركية في البيت الابيض والتي سُميت باللقاء التاريخي الذي جمع بين قيادتين لهما بالغ التأثير في مجريات الأحداث العالمية والإقليمية تأكيداً لمكانة المملكة وثقلها المؤثر على الاقتصاد العالمي.

وفي النهاية نقدم خالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في رعاية هذا المعرض ممثلاً في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وفخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، متمنين واجهة مشرفة لنا ولوطننا الحبيب بإذن الله.

ولا يفوتنا في هذا المقام أن نشيد بحلقات التعاون المشترك بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذين ارتبطا باتفاقية تعاون ونفذت بينهما العديد من النشاطات، والزيارات المشتركة، ممثلة في المتحف الوطني، ومتحف اللوفر.

كما نأمل أن يتطور التعاون بين وكالة الآثار والمتاحف والجامعات في مجال المسح والتنقيب للأفضل ونؤكد على أهمية مشاركة القطاع الخاص في برامج الإرشاد السياحي وتحقيق الحماية للمواقع الأثرية التي تتعرض للتخريب والعبث أو الإزالة، فالأثر عندما يزال أو يعبث به لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال، كما نهيب بضرورة العمل على إنشاء معهد متخصص لتخريج مرشدين آثاريين لديهم المعرفه الكافيه بتاريخنا العظيم فضلاً عن تضافر الجهود من قبل الجهات الأمنية المعنية كما نهيب بهم أيضاُ لتخريج حراس آثار لديهم ثقافة بالقيمة التاريخية والثقافية للآثار والمحافظة عليها في ظل العمل على الوثوب إلى العالمية.



E_mail:info@othaim-group.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد