Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
إثر فتوى تحريمها.. أخصائيون لـ (صحف):
رياضة البنات في المدارس بريئة من تهمة فض غشاء البكارة

 

صحف - هبة اليوسف

سجلت (صحف) خلال الأيام الماضية احتجاجات واسعة حول فتوى حرمة ممارسة البنات للرياضة في المدارس؛ والتي عللت بما تجره «من مفاسد لا تخفى على ذي لب»؛ لبعدها عن واقعنا المعاصر وعمّا نعانيه من مشكلات - كما وصفها أغلب من التقيناهم-.

وزني 105 كيلوات

وذكرت نورة محمد -طالبة بالمرحلة الثانوية- معاناتها بقولها: أعاني من السمنة، فوزني الآن يبلغ 105 كيلوات، ماذا عليّ أن أفعل وأنا أفقد جمالي وحيويتي؟ ولا أستطيع التخلص من الوزن الزائد، فالنوادي الرياضية باهظة الثمن، ولا أستطيع الالتحاق بها، كما أنه لا يوجد مكان آمن أستطيع ممارسة الرياضة به، ومن الجميل أن تكون هنالك رياضة في المدارس، فستكون مجانية، والكل يستطيع ممارستها.

طفلتي مصابة بالسكري

وتحدثت أم رهف بحرقة قائلة: ابنتي لم تبلغ العاشرة من عمرها، وهي مصابة بداء السكري، تأكل الحلويات مثلها مثل أي طفل ولا تمارس أي نوع من الرياضة، مما أصابها بهذا الداء. حاولت كثيراً مشاركتها في ممارسة الرياضة ولكنها ترفض، بينما لو مارستها مع صديقاتها ستحب ذلك لما فيه من تنافس بينهن. وطالبت أم رهف بوجود حصة رياضة في مدارس البنات، فهي وكثير من الأمهات يعانين المشكلات الصحية التي أصابت أطفالهن، والفتى يستطيع ممارسة الرياضة في أي وقت وأي مكان (في الشارع، والحديقة، والمدرسة، وغيرها)، ولا تتوافر مثل هذه الفرص للفتاة.

منفذ لتفريغ الطاقات

فيما تحدثت أم فيصل وهي أم ل7 فتيات: فتياتنا شابات، ولديهن طاقة يلجأن إلى تفريغها في أمور سيئة في المدرسة من إعجاب وغيره، لماذا لا نشغلهن بأنشطة لا صفية؛ كالرياضة لتبعد عنهن الملل، ويفرغن فيها تلك الطاقات الكامنة التي ستنفجر يوماً ما، وتعود علينا بنتائج لا تحمد عقباها؟

عاجزات

أما جوري العبد الله -طالبة في المرحلة الجامعية- فقالت: أتمنى من شيخي الكريم أن يزور النوادي الصحية لدينا، فما بين نوادٍ غير مؤهلة إلى نوادٍ باهظة الثمن، وكل سنة في ازدياد، فذلك النادي الذي كان الاشتراك فيه بـ700 ريال شهرياً وهو سعر مرتفع نسبياً ارتفع هذه السنة ليصل إلى 1300 ريال من دون أي إضافات في الخدمات، ومن دون رقيب، والمركز الوحيد الذي أسعاره في متناول الجميع، حيث يبلغ الاشتراك به لثلاثة أشهر 1200 ريال للأسف لا يقبل بأقل من 25 عاماً، فأين نذهب؟ نحن أليس لنا الحق في ممارسة الرياضة؟ أليس لنا الحق في حماية أنفسنا من تلك الأمراض التي تفتك بالمجتمع أمام أعيننا ونحن نقف عاجزات في انتظار دورنا؟ كثير من الفتيات مصابات بأمراض مزمنة بين سكري وضغط إلى كولسترول ودهون وسمنة مفرطة تجعلهن لا يعشنّ حياتهن بشكل طبيعي.

طالبة ابتدائي وزنها 80 كيلوجراماً

فيما ذكرت منيرة المسعد -معلمة في المرحلة الابتدائية-: أعتقد أن الجميع لاحظ زيادة وزن الفتيات بالمدارس بطريقة مفرطة، ولم نعد نستغرب وجود طالبة بالمرحلة الابتدائية يزيد وزنها على 80 كيلوجراماً؛ بسبب الغذاء السيئ وعدم ممارسة أي نشاط حركي فماذا ننتظر؟ ووجود حصة الرياضة البدنية للفتاة تزيد من نشاطها، وتحرك دورتها الدموية، وتقلل من الدهون المترسبة في جسدها مما يقلل من خطر إصابتها بالعديد من الأمراض كالسكري وغيره، فلم نعد نستطيع منع أطفالنا عموماً من تناول الوجبات السريعة، ولكن بإمكاننا عمل موازنة، وذلك بجعلهم يمارسون الأنشطة الرياضية.

خطر يهدد حياة فتياتنا

وأكدت المعلمة عواطف أن السمنة باتت خطراً يهدد حياة فتياتنا ويجب علينا محاربتها بالوسائل كافة، وإلى جانب أثرها على صحة بناتنا لا ننسى أثرها النفسي الذي قد يكون أخطر بسبب نظرة المجتمع، فأصبح لدى الفتيات هوس النحافة بأي شكل من الأشكال مهما كانت النتيجة، ولعدم استطاعتهن ممارسة الرياضة فيلجأن إلى أكل خلطات ومواد غير معروفة المصدر مما يؤدي لمضاعفات تؤثر على صحتهن.

فيما ذكرت سارة الفارس: نمارس الرياضة في التجمعات العائلية في الاستراحات وغيرها منذ طفولتنا، ولم يحدث لنا شيء، فما الذي سيختلف إذا كانت بالمدارس.

لماذا نحرم فتياتنا من الاستمتاع بالرياضة والصحة؟

لا تؤثر على البكارة

وقال محمد الدوسري: الرياضة تدخل البهجة والحيوية إلى كل أعضاء الجسم، حيث إن الرياضة تسهم في إفراز مادة كيماوية في المخ ترفع الروح المعنوية تدعى «بيتا اندورفين»، وذلك بعد ممارسة التمرينات الرياضية لمدة 20 دقيقة، وكلّما زاد وقت الرياضة زاد تأثير هذه المادة في رفع الروح المعنوية، ويزيد من الثقة بالنفس، ويحسن من الحالة المزاجية.

ويضيف: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر الرياضة المدرسية على بكارة الفتاة.

فيما أكدت أخصائية النساء والولادة الدكتورة بهية الشربيني أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر الرياضة المدرسية على بكارة الفتاة، قائلة: بل على العكس هي مفيدة جداً لصحتها والنشاط الجسماني مفيد جداً للمرأة في جميع مراحل حياتها، وحتى أثناء فترة الحمل. وللرياضة دورٌ مهمٌ في حياة المرأة عموماً، وهذا الدور لا يقتصر على جوانبها البدنية الظاهرة، بل تنسحب آثارها على مختلف الجوانب الصحية والاجتماعية والإنتاجية، ولكل المراحل العمرية، وفي مختلف الظروف والأحوال، في الصحة والمرض، ولمختلف أغراض العلاج والاستمتاع والترويح، وللياقة البدنية، وللسلامة القوامية، وضبط الوظائف الحيوية لضبط الوزن والسلامة النفسية والعقلية، بالإضافة إلى ما للبدانة من تأثيرٍ بالغٍ على المرأة في حياتها الزوجية خصوصاً في الحمل والولادة، فإلى جانب الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان نتيجة زيادة الوزن تؤثر البدانة على المرأة بشكل كبير في الحمل، فإما تسبب تأخير الحمل وهذا ما يحصل لدينا بنسب كبيرة جداً تعرقل فيها البدانة عملية الحمل، وتصبح أحياناً شبه مستحيلة وإن حدث الحمل فتصبح معرضة لارتفاع ضغط الدم والسكري والعديد من الأمراض التي تعرض صحتها وصحة طفلها للخطر.

وأكدت على أهمية النشاط الجسماني اليومي، حيث ذكرت يجب على المرأة ممارسة التمارين الرياضية بشكل دائم لتحافظ على صحتها وقوامها وتتجنب العديد من المخاطر التي قد تواجهها مستقبلاً.

" نقلا عن صحف "


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد