Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/09/2010 G Issue 13862
السبت 02 شوال 1431   العدد  13862
 
أكثر من 70 % من العام فترة مواسم يوجد بها اختناقات إنتاجية وخدمية
تلاحق المناسبات بالمملكة كشف وجود اقتصادات موسمية مهملة.. والقوة الشرائية تخطت الإقبال على المأكل والملبس

 

الجزيرة- د. حسن أمين الشقطي:

كشف الإقبال على شراء احتياجات عيد الفطر المبارك، ومن قبله شهر رمضان، وجود نوع من القوة الشرائية الكبيرة، وأن هذه القوة لم تعد تتمثل في مزيد من الضغوط الاستهلاكية على المأكل والمشرب والملبس، بل تجاوزت ذلك إلى ضغوط استهلاكية في الطلب على خدمات النقل والانتقال، والسفر والسياحة، وخدمات الاتصالات، وخدمات تجارة السيارات وتأجيرها، وتجارة الأجهزة وغيرها، وهو نوع من الاقتصادات الموسمية التي يغفل عنها الكثير، إضافة إلى بُعدها عن التنظير الأكاديمي؛ حيث من المعتاد أن يهتم الباحثون بالتحليل الاقتصادي للقطاعات الإنتاجية مثل الزراعة أو الصناعة، أو اقتصادات القطاعات الخدمية مثل النقل أو السياحة أو حتى اقتصادات القطاع التجاري، إلا أنه ظهرت مؤخراً - في الاقتصاد السعودي بالتحديد - اقتصادات من نوع جديد ربما تنفرد بها المملكة، وأهمها اقتصادات الحج والعمرة، ويرتبط بها اقتصادات شهر رمضان.

وربما تكون اقتصادات الحج والعمرة قد نالت بعض الاهتمام، إلا أنها لم تنل حقها من البحث عن أقصى استفادة منها داخل الاقتصاد الوطني. وإذا تطرقنا إلى اقتصادات شهر رمضان يزداد الأمر قصوراً في عجز وعدم إيجاد الكتابات التحليلية التي تقنن أقصى استغلال ممكن للاقتصاد الوطني منه.

فشهر رمضان البعض يعتبره فترة رواج وحركة بيع وشراء فقط لمستلزمات المأكل والمشرب نتيجة ارتباط الأسر بنظام شرعي للفطور والسحور تتركز فيه متطلبات غذائية وسلوكية معينة.. أيضا نتيجة لارتباطهم بشراء ملابس أو أغراض جديدة نتيجة ارتباطهم باحتفالية شرعية هي عيد الفطر المبارك.. إلا أن الأمر تعدى الطلب على الأغذية والمشروبات؛ حيث أوجدت المواسم المتلاحقة اقتصادا جديدا تحدث به اختناقات كبيرة تتطلب مزيدا من الوعي الاستثماري للاستفادة من فرص استثمارية واعدة تحدث خلال فترة زمنية معينة.

وإذ نقترح إنشاء وتأسيس شركات استثمارية لفرص المواسم الشرعية بالمملكة، تتولى هذه الشركات القيام بعمليات مقاولات أو تعهدات لتلبية الطلب المتزايد على خدمات ومنتجات معينة خلال فترة المواسم الشرعية، تقوم هذه الشركات بتوفير خدمات ومنتجات معينة خلال فترة مواسم الذروة.. فإن البعض يقول إن فترة الذروة هي فترة قصيرة، ولكن المدقق في عام 2010م يجد أن فترة الذروة بالسوق المحلي أصبحت أطول من المتوقع، بل أطول من أي سوق آخر لدولة أخرى، بل إن المواسم الشرعية وغير الشرعية بالمملكة أصبحت مترابطة وملتصقة لدرجة أن الفرد لا يستطيع أن يفصل بينها، وسنذكر هنا هذه المواسم:

أي أن أكثر من 70 % من العام فترة مواسم، ويوجد بها اختناقات في خدمات أو منتجات معينة.. ولنضرب مثالاً بالطوابير والصفوف الطويلة على كوانترات الخطوط السعودية، التي تمتد إلى الساعة 2 مساء يوميا، هي اختناقات تمثل فرصا استثمارية من نوع معين، وتحتاج إلى مستثمرين قادرين على اقتناصها.. كذلك الحال في صفوف الانتظار الطويلة جدا بمواقف السيارات أمام العديد من مولات الملابس الجاهزة ومحال الأغذية، التي تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل، وهي أيضا اختناقات تدلل على وجود فرص استثمارية تحتاج إلى استثمارات، وربما برؤوس أموال كبيرة.

ويمكن تحديد أبرز المنتجات والخدمات التي بها اختناقات واضحة بالمدن الكبرى بالمملكة فيما يأتي:

(1) الطلب على خدمات الإيواء، وبخاصة الشقق.

(2) الطلب على خدمات النقل الدولي (الطيران).

(3) الطلب على خدمات تجارة الملابس الجاهزة.

(4) الطلب على الأغذية والمشروبات.

(5) أخرى تحتاج إلى مزيد من البحث.

إننا ندعو المستثمرين إلى دراسات جدوى تفصيلية لا ترتبط بالمنتج أو الخدمة بقدر ما ترتبط بهما خلال فترة زمنية معينة. أيضا فإن للمدينة أو المكان دورا في جدوى المشروع؛ فقد يكون ذا جدوى في مدينة أو حتى شارع معين بالمدينة ولا يكون ذا جدوى في غيره.

محلل اقتصادي


Hassan14369@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد