Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/09/2010 G Issue 13865
الثلاثاء 05 شوال 1431   العدد  13865
 
من نتائج الإسراف
د. زيد بن محمد الرماني

 

إن الإسراف مش كلة متعددة الجوانب والأشكال، في مجال الغذاء واللباس والأثاث والسيارات والسلع والخدمات، ثم إن الإنسان إذا أكثر من الطعام، لم يستطع له هضماً، حيث يصاب بالتخمة وعُسر الهضم، وقد يحدث أن تصاب المعدة فيفقد المرء شهيته للأكل وإن تناول طعاماً لم يستطع له هضماً فقد يصاب نتيجة لذلك بالإسهال أو الإمساك كما أن الإسراف في الطعام يؤدي إلى البدانة، ومن ثم يتعرض الإنسان لأمراض الكلى والسكر. ولا تقتصر مشكلة الإسراف في الطعام على استهلاكه بل تمتد لتشمل بعض السلوكيات المرتبطة به.

وفي هذا الصدد تشير بعض الدراسات التي أجريت في بعض الدول الخليجية أن ما يُلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد الذي قد تبلغ نسبته في بعض الحالات 45% من حجم القمامة.

وفي مدينة الرياض أظهرت دراسة أعدتها أمانة الرياض عن نفايات المدينة، أن كمية النفايات اليومية لكل فرد من نفايات المواد الغذائية تبلغ 1060 جراماً، والملاحظ في دول الخليج العربي أن كمية المواد الغذائية التي تلقى في القمامة كبيرة جداً بالمقارنة مع غيرها من دول العالم، كما يلاحظ اليوم أن الدنيا عند كثير من الناس أصبحت أكبر همهم ومبلغ علمهم فأصبح الطعام لهم هدفا لا وسيلة، فتراهم يبحثون في الأسواق عن أنواع الطعام ويسرفون في قضاء أوقاتهم في المحلات التجارية والأسواق يشترون ما استجد صناعته واختلف نوعه ولونه.

إن الهدي النبوي ينص على القاعدة الذهبية التالية: ما ملأ آدمي وعاءٌ قط شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

قال ابن قيم الجوزيه رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث: إن مراتب الغذاء ثلاثة: إحداها مرتبة الحاجة، والثانية مرتبة الكفاية، والثالثة مرتبة الفضلة.

إن الأولى والأجدر بنا أن نرعى نعم الله ونؤدي حق شكرها، ونستهلكها على الوجه المفيد النافع دون مبالغة أو إسراف.

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد