Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/09/2010 G Issue 13866
الاربعاء 06 شوال 1431   العدد  13866
 
سلمان الأمير الإنسان
منيف خضير

 

إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض هو الابن الخامس والعشرون من (الأبناء الذكور) للمؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ولكنه ليس أميراً عادياً وإنساناً عادياً... فقد حباه الله محبة وإعجاباً في نفوس الناس، وله كاريزما لاتخطئها العين، عبر مظهره الأميري الذي يخفي خلفه كل معاني الفروسية والشهامة، والقلب الحنون.

ليس أميراً عادياً... بل هو ركن ركين من أركان العائلة المالكة وهو المستشار المقرب لملوك المملكة الذي تعاقبوا عليها، تولى إمارة منطقة من كبريات المناطق، وفي غضون سنوات تزيد على نصف قرن بقليل حولها إلى منطقة عصرية تستقطب وجهات الاستثمار التي تبحث لها عن مكان أمين، ياله من إنجاز حضاري يسجل في تاريخ الشعوب يقف خلفه الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض.

سأتحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حديث المحب فسلمان تحمّل أثقل أمانة وهو في سن العشرين من عمره، وذلك في يوم الاثنين 18 أبريل 1955م- عندما صدرالأمر الملكي رقم 5-10-2-1424 بتعيين سموه أميرا لمنطقة الرياض بمرتبة وزير، وقبلها بعام عين سموه أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة، وفي يوم الاثنين 10-9-1382 هـ - الموافق 4 فبراير 1963م عين سموه الكريم مرة أخرى أميراً لمنطقة الرياض، بعد استقالته من منصبه لمدة عامين.

حينما نتحدث عن سموه لا نبحث عن أدلة، كل ما علينا هو استعراض تاريخ الرياض (كمنطقة ومدينة) كيف كانت وكيف صارت، من منا لا يعرف (دور الرياض) السياسي والاقتصادي والحضاري، من كان يتوقع أن تتمرد الرياض على أسوارها التاريخية التي كانت تحيط بها، وتتوسع مساحتها حتى تجاوزت 1800 كم2؟

ولن أتحدث عن مظاهر التطور الظاهرة للعيان في كل المجالات بدءاً من البنى التحتية ومروراً بالخدمات المتطورة في مجالات وقطاعات عدة. لعل آخرها إنجاز مشروع تطوير وادي حنيفة.

فالأمير سلمان مثقف من الدرجة الأولى، يطلع على كل صغيرة وكبيرة في متطورات الحياة، لذلك ظهرت ثقافته واضحة في إمساكه بزمام التراث والأصالة، وهو يشاهد عروسته الرياض تتزين بأبهى حلة، فالحضارة لاتعني التنكر للأصالة، بل هي الأصالة، كما كرسها سموه، فها هو مركز الملك عبدالعزيز التاريخي يقف شامخاً وشاهداً على ثقافة الأمير سلمان، بمكتبته الزاخرة، وبجامعه الكبير، وبمبانيه التي تحكي للأجيال قصة تطور الرياض كجزء من تطور المملكة، فسموه قد سخر وقته للتطوير والثقافة فهو رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. واللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية ومركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة. إضافة إلى مكتبة الملك فهد الوطنية. ودارة الملك عبدالعزيز. أليست موافقة لجنة التراث العالمي في اليونسكو على تسجيل (حي الطريف في الدرعية التاريخية) ضمن قائمة التراث العالمي إنجازاً يعكس ثقافة سموه؟

وعندما نتحدث عن جوانبه الإنسانية، يكفي منظر سموه الإنساني وهو يجلس على (كرسي المعاقين المتحرك) ليوجه رسالة تعاطف للجميع، وأن نقول إن سموه الكريم يرأس العديد من اللجان الخيرية لمستفيدين من داخل المملكة وخارجها، تصل إلى أكثر من 30 مؤسسة وجمعية خيرية في مجالات عدة كالإعاقة والكلى والأيتام وزراعة الأعضاء، والأمراض الوراثية، وأمراض الكبار وغيرها، وهو رئيس فخري ومؤسس للعديد من الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية مما يصعب حصرها!

نزعته الإيمانية عبر تدينه أضفت عليه وقاراً، فهو الأخ البار بأشقائه، ومرافقته لشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في رحلته العلاجية ضربت أروع الأمثلة في البر، دمعته القريبة حينما يفقد أحد أشقائه كانت تحكي عن قلبه المرهف.

شجاعته وصبره ظهرت وهو يؤمن بقضاء ربه حينما وارى ابنه الأكبر الأمير فهد - رحمه الله - في العام 1422هـ ، وبعده بعام واحد (1423هـ) ابنه الآخر الأمير أحمد - رحمه الله -، إنه تجلد المؤمن الصابر، الذي ما فتئ - رغم مصابه الجلل - في تكريس وقته لخدمة الأعمال الخيرية ورعاية كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلوات والتسليم.

إنه رغم قامته الشامخة، ومكانتة المرموقة عالمياً وعربياً ومحلياً، فهو يرتدي لباس التواضع والبساطة، حكى لي أحد المقربين عن سيدة مسنة فقدت عائلها الوحيد فلجأت إلى الأمير سلمان تبث وجدها بفقد ابنها وعائلها الوحيد، فقام الأمير سلمان وقبل رأسها وقال لها أنا ابنك!

وطبعا سموه يقرن القول بالفعل فكان نعم الابن لهذا المسنة التي رعاها خير ما يرعى الابن البار والدته المكلومة.

حينما منحت أكاديمية برلين براندينبرغ للعلوم سموه ميدالية «كَنت» تقديرا لإسهاماته في العلوم. وسط حشد كبير من العلماء والأكاديميين الألمان. قال في كلمته» إن تكريمي أعتبره تكريماً لبلادي وقيادتي»، هذا هو تواضع سموه الذي عرف عنه، وتأدبه الجم الذي نهله من مدرسة عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.

وبعد فلنكرم الابن الخامس والعشرين من أبناء المؤسس، ونحن إذ نطالب بذلك، ندرك أن سموه آخر من يفكر في ذلك، وندرك أيضا أن سموه تم تكريمه في محافل عالمية كبيرة، إذ تحصل على أكثر من 16 وشاحاً من جهات عدة من أبرزها وشاح الملك عبدالعزيز (أعلى وسام في المملكة)، ووشاح من رئيس فرنسا وملك المغرب، وعدد من أوشحة ودروع وشهادات ليس المجال لحصرها، وقد تم تكريم سموه في مناسبات عدة من قادة هذه البلاد ومن جمعيات خيرية ومؤسسات إنسانية، ولكن ما أريده هو تكريم من نوع خاص تكريم شعبي باسم الشباب من الأيتام ومن المعاقين ومن الفئات الأخرى التي طالما كرمها سموه، وطالما سهر من أجلها، نريد تكريما يليق بسموه الذي أعرف أنه لا يفكر في هذا مطلقاً، ولكن أميراً وإنساناً بهذه الصفات ألا يستحق أن نكرمه؟

فنحن أولى به، أقولها نيابة عن كل مريض مسح سلمان العطاء دمعته، ونيابة عن كل فقير أعاد سلمان الخير إليه بسمته، وكل منكوب في البوسنة والهرسك وفي فلسطين والفلبين والسنغال والهند وغيرها ممن عرفوا قدره فكرموه في مناسبات عديدة ونحن أولى منهم بذلك عرفاناً كعرفانهم ووفاءً كوفائهم.

إلى ذلك الحين أرجو أن تفعلوا مثلما أفعل سأرفع يدي بالدعاء الصادق بأن يحفظ الله لنا أميرنا المحبوب، وأن يجزيه الله الجنة، وهذا هو التكريم الذي يريده سموه بكل تأكيد. ارفعوا أيديكم بالدعاء وقولوا: آمين.



Mk4004@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد