Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/09/2010 G Issue 13867
الخميس 07 شوال 1431   العدد  13867
 
مات المواطن الصالح
إبراهيم ناصر الحبيش الخرجي *

 

مات المواطن الصالح إنه الدكتور الإنسان الوزير الدبلوماسي الأديب القاص الراوي الشاعر الكاتب الإداري المحنَّك.

الشخصية الفذَّة والرجل العظيم وعلم من أعلام هذا الوطن العظيم ورمز من رموز هذه الأرض الطاهرة اسم على مسمى يا غازي القلوب إنك نبراس وقدوه يحتذى به في صدقك وأخلاقك وفن إدارتك وتواضعك وثقافتك وبشاشتك وطيبتك رحل عنا الإنسان الداهية الحاد الذكاء بالفطرة والرجل المحب لدينه ومليكه ووطنه والمخلص في عمله.

لقد عملت بالقرب من الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله وتعايشت معه عن كثب إبان عملي في وزارة الصناعة مديراً لمكتب وكيل الوزارة لشؤون الكهرباء لست سنوات. كان يرحمه الله إنساناً متواضعاً صاحب أخلاق رفيعة المستوى وبشوشاً وابتسامته العريضة لا تفارق محياه وكان يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في السلام والمصافحة أي أنه إذا صافحك لا يترك يدك إلا بعد أن تأتي المبادرة منك وكان نشيطاً يوجه الموظفين ويشحذ هممهم على إنجاز العمل ووقته لإتمام وإنجاز معاملات المواطنين.

وكان يرحمه الله في المناسبات والأعياد ودخول شهر رمضان الكريم يطل علينا بوجه مشرق بشوش كله أمل وصفاء ونقاء وطيبة ويمر على موظفي الوزارة في مكاتبهم بكل تواضع جم ويصافحهم بحرارة ورحابة صدر.

وأذكر لما حصلت على الموظف المثالي في وزارة الصناعة في تلك الفترة التقيت به يرحمه الله وقد كرَّمني وغمرني وأغدقني بكلمات ذات معان قيمة أعتبرها وشاحاً على صدري ولن أنساها ما حييت.أوه يا غازي إن في العين دمعة وفي القلب وخزة وفي الصدر ضيقة ستدوم طويلاً.

رحمك الله يا غازي وهو طريح الفراش يعاني من مرض عضال لم يمنعه ذلك من تأليف الكتب الثلاثة الأخيرة في آخر أيام حياته. إنه فعلاً رجل الاستثناء في كل شيء إنه فارس العلم الأوحد وظاهرة لن تتكرر في عصرنا هذا فارقنا هذا الرجل العظيم وسيمكث في أذهاننا طويلاً.. وأخيراً أقول شكراً عزيزتي الجزيرة على انتقائك لهذ المصطلح الجميل (الاستثناء) لهذا الرجل العظيم. رحمك الله يا أبا يارا وأسكنك فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

* مدير مكتب وكيل وزارة الصناعة لشؤون الكهرباء سابقاً




 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد