بعض شركات إنتاج أشرطة الكاسيت والفيديو التي تُعنى بالحفلات والمناسبات الشعرية لا تزال بعيدة كل البعد عن خدمة محبي هذا الفن الجميل ذي الشعبية الكبيرة بسبب رداءة التسجيل والتصوير، وكأن أصحابها لا يبحثون إلا عن الكسب المادي فقط دون النظر في الفوائد الأخرى والتي من أهمها خدمة هذا التراث الأصيل والفن الراقي وأهله، والكل يريد أن يستمع إلى تلك الحفلات وهي في قمة إصدارها لا بركاكتها وعدم صفائها، ولو أمعنا النظر فيها لوجدنا أنها تعاني من قلة التنظيم وكثرة الإصدارات التي لا فائدة منها وسوء الإنتاج والمتضرر بالنهاية المستمع والمشاهد وكل مشارك فيها، وكم أتمنى أن يحرص القائمون عليها على روعة الإنتاج وقمة الإصدار حتى لا تفقد مصداقيتها وسمعتها بسبب ضعف إنتاجها، وحقيقة شركات كهذه إذا استمرت على حالها ليست جديرة بالبقاء وعلى وزارة الثقافة والإعلام متابعتها وإذا لزم الأمر إيقافها لأنها تسيء للأدب الشعبي ومتابعيه ومحبيه، وفيها استغلال للآخرين باستنزاف جيوبهم، ومتابعة أيضا المحلات التي تقوم بتصوير الحفلات بالفيديو أو بأشرطة الكاسيت وتبيعها بأغلى ثمن دون ترخيص رغم المنع لذلك وياليتها في حالة جيدة لهان الأمر ولكنها سيئة ومع هذا تباع! وقد تعجبت أشد العجب من ارتفاع أسعار تلك الأشرطة بخاصة الكاسيت فبعضها تعدى العشرة ريالات وهو في أسوأ حالاته ولو كان منتجا جيدا لما استخسرنا فيه هذا المبلغ رغم أنه كثير عليه حتى وإن كان رائعا، وجمهور الأدب بخاصة في هذا الزمان أصبح متفتحا وأكثر وعيا ويحرص على كل منتج وإصدار وهو في قمته، ولا يريد أن يشاهد أو يستمع إلا للرائع من الإصدارات الأدبية والحق معهم في ذلك لأن الجميل يبقى جميلا والكل يهواه ويحرص عليه ويحبه، وكم أتمنى أن يُلتفت لما يكتب عن هذه الإصدارات والمحلات التي تبيعها سواء من قبل وزارة الثقافة والإعلام، أو من قبل أصحاب تلك الشركات المتاجرة بالأدب حتى لا تفقد سمعتها، وفي النهاية أهلها هم الخاسرون.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي
الرس