يلاحظ القارئ الكريم أنني لا أقدم لأي قصيدة إلا ما دعت الضرورة لوضع مقدمة لها ليقيني التام أن النص الجيد هو جيد بذاته بلا جواز تزكية مني له أو لصاحبه ولأن القارئ أيضا على مستوى من الوعي يجعلني أقف أمام وعيه موقف الاحترام والتقدير بعيدا عن الوصاية والأخذ بيده إلى مواطن القوة في النص وكأنه لا يميز ما يستحق القراءة من عدمها.
هذا بالإضافة إلى الدخول في مأزق مدى رضا أو غضب بعض الشعراء عن المقدمة التي تسبق قصائدهم فالجميع يفضل أن تُخص قصيدته بما تستحق وقد يدخل البعض في مقارنات تضع كاتب المقدمة في مواقف محرجة، وكتابة المقدمات فن وذوق لا يجيده إلا القلة فهو إن لم يكن إبداعا يطرب بحد ذاته فهو مجرد مجاملة لا طائل من ورائها.
***
fm3456@hotmail.com