Wednesday  22/09/2010 Issue 13873

الاربعاء 13 شوال 1431  العدد  13873

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

اعتدنا أن نربط اليوم الوطني - بأحداثه وتطوراته وإنجازاته - بشخصية بطل الوحدة وصانع مجد الوطن ومفجّر كوامن الشجاعة والإقدام بين المواطنين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي أجمع الناس على حبه والإعجاب بشخصيته منذ أن قاد ببسالة مجموعة صغيرة ومحدودة من الرجال، شكّل بها قوافل النصر المؤزر لاستعادة المُلك وبناء دولة عصرية أصبحت فيما بعد جزءًا من التاريخ وحديث العالم باعتبارها تجربة غنية بالنتائج التي اعتاد أن يسعى لتحقيقها كل الأبطال ذوي الهمم والطموحات العالية، وبينهم وفي مقدمتهم الملك عبدالعزيز.

* * *

هذا القائد الرمز، وإن ارتبطت صورته وإنجازاته وعطاءاته بيومنا الوطني الذي نحتفل غدًا بذكراه، وإن تكرر الحديث عن هذا المشهد التاريخي في مثل هذا اليوم من كل عام، فإن تاريخه الوضاء، وشجاعته النادرة، وحكمته في التعامل مع التطورات والمستجدات في تلك المرحلة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة، قد فرضت على الباحثين أن تظل صورة هذا الملك الرمز في صدارة اهتماماتهم ودراساتهم وتحليلاتهم؛ نسبة لما أسفرت عنه معاركه من انتصارات، وما تخللتها من دروس وعِبَر، بما في ذلك تحقيقه للوحدة الوطنية؛ لتبقى واحدة من أهم التجارب القتالية التي حفل بها التاريخ؛ حيث محدودية عدد المحاربين، وتواضع الأسلحة، مصحوبة بالتمسك بالمبادئ والقيم، والإيمان بالله، والثقة - آنذاك - بأن النصر آت لا ريب فيه.

* * *

ومهما تحدث المرء عن تلك الشخصية التي أبهرت العالم بشجاعتها وحكمتها وقدرتها على الإمساك بمفاتيح النصر، فإن أحدًا لم يكن ليخطر في ذهنه أن التخطيط لهذا المنجز الوحدوي الكبير يمكن للملك عبدالعزيز أن ينهي به كفاحه بتحقيق هذه الوحدة الشاملة، وأن يبني بعد ذلك دولته كما كان يريد ويخطط لها من حيث الأمن والاستقرار وبسط النفوذ على كل شبر حرره من الأرض، ضمن توجُّه متزامن مع اهتمامه بالتعليم والصحة ووسائل الاتصالات، ووضع قواعد وأسس وقوانين لما أُطلق عليه لاحقًا مسمى المملكة العربية السعودية.

* * *

نعم، إننا نتذكر الملك عبدالعزيز في ذكرى اليوم الوطني للمملكة من كل عام، لكنه أبدًا ودائمًا لا يمكن أن يغيب عن ذواكرنا، ولا يمكن لنا أن ننساه؛ فهو بطل الوحدة العربية الحقيقية، وصاحب أكبر إنجاز وطني يحمل علم التوحيد، حيث بقيت الراية خفاقة وعالية منذ أن برزت طلائع النصر مؤذنة بدولة جديدة وبمرحلة تغير نحو خريطة حديثة للوطن، وهو ما تأكد للقاصي والداني من خلال ما وصلت إليه المملكة الآن من تطور مشهود ومشاهد في مختلف المجالات.

* * *

على أن هذا التطور الذي تنطق به صور ومشاهد المملكة اليوم، وإن سُجّل أو نُظر إليه بوصف أن الملك عبدالعزيز هو من ينبغي أن يُنسب له الفضل في كل هذا - وهذا لا خلاف عليه - فإن أبناءه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله جميعا - والملك عبدالله - حفظه الله - يمثلون امتدادًا طبيعيًّا للجهد الخلاق الذي قام به الملك عبدالعزيز، ويعبّر هذا الامتداد في التطور عن أنهم جميعًا كانوا أمناء على ما عهده إليهم والدهم في الحرص على وحدة الوطن، والتأكيد على توفير الرفاهية للشعب، وتحقيق آمال الأمة في العزة والكرامة، باعتبار ما تركه لهم إنما يمثل أمانة كبرى لا يمكن ولا يجوز لأحد التساهل فيها، أو التخلي عن استحقاقاتها، أو التفريط في الأسس التي قامت عليها الدولة.

* * *

وهذه مناسبة نستثمرها مع إطلالة اليوم الوطني غدًا؛ لنوجه تحية حب وإعجاب وتقدير للفارس الكبير في ذكرى اليوم الوطني؛ فقد زرع - رحمه الله - دولة عصرية في صحراء مترامية الأطراف، بعد أن أحكم سيطرته على كل شبر فيها، كما نوجّه تحية تقدير أخرى إلى أبنائه البررة الملوك - رحمهم الله - الذين حملوا الرسالة من بعده، والتزموا بنصحه وتوجيهاته؛ فكانت هذه الدولة الحديثة التي نتفيأ بظلالها، ونباهي بها دول العالم من حيث الاستقرار والأمن وتوفير العيش الكريم لكل مواطن ووافد فيها.

* * *

أما أنت يا خادم الحرمين الشريفين - أعزك الله - حيث الأمانة الآن بين يديك، فإن ما تحقق في عهدك من إنجازات هي في قياس الزمن والارتباط بالظروف كبيرة وغير مكررة، وسوف تبقى صورتك بهية في أذهان شعبك، وستظل معالم إنجازاتك ومشاهدها على الأرض شاهدة على أنك قد حققت في زمن قصير أكثر بكثير مما كان ينتظره ويتطلع إليه شعبك الوفي المقدر والشاكر لك على الإصلاحات والاهتمامات التي تميزت بها سياستك وإدارتك للدولة بما يمكن القول عنه بأنه ينسجم مع آمال الشعب ورغباته.

* * *

حفظ الله لبلادنا أمنها واستقرارها واستمرار نموها وتقدمها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، وكل عام والجميع بخير.

 

اليوم الوطني: ذكرى عزيزة.. ومناسبة غالية
بقلم: خالد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة