Thursday  23/09/2010 Issue 13874

الخميس 14 شوال 1431  العدد  13874

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني

 

يوم الفخر والاعتزاز
إبراهيم بن محمد الهذلي*

 

لكل أمة أياماً تفخر بها على مر التاريخ.. وتلك سمة الوعي بأهمية الماضي بموروثاته، والتي تشكل طابعاً لكل حقبة زمنية، وأن مما يصقل الحاضر وهج الماضي بتراثه المتميز، فلولا التميز في الموروث لكان الماضي مظلماً لا يمكن سبر غوره لأنه بلا إضاءات وبالتالي بلا حاضر يرتجى فيه نفعاً، ونحن في هذا الوطن الغالي حبانا الله بماض عريق، تزخر أيامه بأمجاده، وتفتخر أجياله بأصالته، ونزهو نحن بعطائه، ومن هنا تتأتى نشوة الماضي، ولذة الحاضر، والتطلع إلى مستقبل واعد، ومن هنا يكون لتلك الأيام المؤطرة في حياة الأمم ذكرى عطرة منها تستلهم العبر، ويستوحى التاريخ، وتستدعى المشاعر، وما من أمة إلا ولها سجل حافل لولاه لما كانت في عداد الأمم، ونحن في هذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) لنا يومنا الوطني نحتفي به لا كما تحتفي الشعوب بأيامها الوطنية ذلك لأن يومنا الوطني ذو نكهة خاصة، فهو يمثل لنا رمزاً تاريخياً.. يذكرنا بماضينا مثلما نعيش حاضرنا.. هذا اليوم المجيد.. هو اليوم الذي اتحدت فيه هذه الأقاليم من بعد شتات، واتفقت فيه من بعد خلاف.. وتعاونت فيه من بعد فرقة.. وتحقيق هذه الوحدة لم يكن وليد ذلك اليوم، وإنما ذلك اليوم هو ختام مرحلة زمنية طويلة من الجهاد، والبطولات.. وحينما تمر بنا الذكرى المجيدة يتبادر إلى الأذهان مباشرة شخصية ذلك القائد الذي وهب نفسه لتحقيق هذه الغاية.. ألا وهو الملك المؤسس، والموحد المغفور له - إن شاء الله - عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ذلك الذي لم يهدأ له بال وهو لا يزال شاباً يافعاً حتى خرج مع ثلة من الرجال ليخلِّص هذه الأقاليم التي تمثّل وطنه مما تعانيه من فتنة، وتنافر.. نتاجها الفقر، والمرض، والجهل.. ولأن الله - عزَّ وجلَّ - قد خصه بهذا المجد، فقد أمده بعونه، وتوفيقه، فطويت له الأرض، ودانت له هذه الأقاليم إقليماً تلو الآخر، فأعاد بذلك ملك آبائه وأجداده، وخلَّص أبناء مجتمعه هذا مما حل بهم من فرقة، وتناحر.. وبهدي من الله كان إدراكه - رحمه الله - بأن هذه البلاد هي مهبط الوحي، ومنبع الرسالة ومن ثم كان تصميمه على تحكيم الشريعة الإسلامية في جميع شؤون الحياة بدءاً بنفسه وبمن يعول، ومن ثم برعيته.. لم تثنه عن عزمه هذا لومة لائم أياً كان.. فقرَّب العلماء. وأقام القضاة، وشدد على رفع المظالم، وأداء الحقوق، ومساعدة المحتاجين.. ولم ينس نصيب هذه البلاد من الدنيا.. بل كان تركيزه على التخطيط للمستقبل، واستغلال ثروات هذه الأرض المباركة، ليس بما يرفع العوز، والحاجة، والفاقة فحسب.. وإنما بالشكل الذي ينهض بهذا الوطن ليحتل مكانة الريادة في العالم.. وبرعاية وتوفيق من الله ثم بمباركة، وتأييد، وولاء من هذا الشعب كان للملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ما أراد، وتحقق من بعده ما اختطه وأكمل المسيرة أبناؤه تسندهم أيادي الرجال المخلصين، وتغمرهم أفئدة المواطنين، وتحفُّهم رعاية الله.

إن عظمة هذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق لهذا الوطن تبدو جلية واضحة بمقارنة هذا الواقع الفعلي الذي نعيشه في واقعنا الحاضر بما فيه من مظاهر النماء والرخاء في هذا الوطن باتحاده، وتجانس أقاليمه حتى تكاد تكون إقليماً واحداً.. يقارن هذا الواقع بوضع تلك الأقاليم لو لم تتحدد في ظل ظروفها المناخية، والجغرافية، ومواردها الطبيعية السائدة آنذاك.. فإذا ما تخيلنا هذه المقارنة بعناصرها أدركنا عظمة الإنجاز، وبحجمها يكون تقديرنا لنعمة الله التي أنعم بها على أبناء هذه البلاد، حينما قيّض لهم رمزاً من رموزهم، ليوحد كلمتهم، ويعلي كلمة الله، وينقلهم من براثن الجهل، والمرض، والفاقة إلى رغد العيش، ونعيم الأمن والأمان.

غفر الله للمؤسس الموحد ولأبنائه الذين حملوا الأمانة من بعده.. وحمى الله هذا الوطن الغالي من كل مكروه.

*وكيل إمارة منطقة القصيم المساعد للشؤون الأمنية

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة