Thursday  23/09/2010 Issue 13874

الخميس 14 شوال 1431  العدد  13874

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني

 

المملكة تقود حوار الحضارات على مستوى العالم
الملك عبدالله أرسى قواعد الحوار في الداخل ودعمه في الخارج

 

الجزيرة - إبراهيم عبدالله الروساء

أرسى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - دعائم الحوار داخل المملكة، وشجع عليه ودعمه في الخارج فسنّ - أيده الله - سنة حسنة بين البشر فصار شاهدا لبداية حقبة جديدة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات المعتبرة في هذا الكون.

يطل علينا هذا اليوم المبارك «اليوم الوطني» ليؤكد مجددا حرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على زرع الحوار في كل أرجاء المعمورة فكانت البداية على ثلاث مراحل تمهد لدخول عصر جديد في فهم الأديان والحضارات الأمر الذي يوفق بين الثقافات العالمية لإحلال السلام والوفاق بدل العنف والاختلاف.

ففي الداخل كانت المرحلة الأولى وهي مرحلة الإجماع بين المسلمين على ضرورة الحوار الذي كانت انطلاقته في البلد المبارك في مكة المكرمة، والمرحلة الثانية هي مرحلة البحث عن شركاء للحوار العالمي وكان في العاصمة الإسبانية مدريد وقد نجح المؤتمر والمؤتمرون آن ذاك ثم جاءت المرحلة الثالثة مدشنة لأهم الخطوة العالمية نحو الحوار بين الأديان.

هذه الدعوات الناجحة والجادة بين أبناء الوطن الواحد قد تبعتها دعوة عالمية أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للاجتماع بين علماء ومفكري العالم الإسلامي في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في رحاب مكة المكرمة عام 1429هـ المذكور آنفا، الذي مهد للمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بين أتباع الديانات والثقافات وخروجها عالمياً.

وقد وجدت لها صدى واسعاً وتأييداً كبيراً، حيث انتقل الحوار إلى عواصم ومدن عالمية من مدريد إلى نيويورك والأخير حظي بإجماع عالي المستوى حيث عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة من 12 إلى 13 من شهر نوفمبر 2008 م بناء على طلب من خادم الحرمين الشريفين لمواصلة الحوار العالمي الذي انطلق من العاصمة الإسبانية مدريد في شهر يوليو من العام نفسه.

وواصلت مبادرة خادم الحرمين الشريفين قبولها العالمي التي وصلت إلى جنيف وفيينا وغيرها من المدن والدول التي كانت محطات مهمة في مسيرة الدعوة العالمية للحوار والتعايش بين الأمم والثقافات.

لقد زرع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - القيم الحوارية بين المواطنين في الداخل ليحصد قيما تساهم في إضاءة الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية للعالم.

لم تكن المملكة بمبادرتها للحوار تعيش في الظل أو تقف على هامش العالم بل بما لها من دور محوري في الوسط العالمي ودورها المؤثر دينيا وثقافيا واقتصاديا وتؤكد المملكة وهي تدعو للحوار على هويتها الدينية عقيدة الإسلام الصحيح ورسالته السامية التي هي مهد رسالة النور والتفاعل الإنساني والحضاري والتسامح والسلام والخير لكل الإنسانية.

كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد المؤتمر الدولي للحوار بين أتباع الأديان انطلاقا من دور المملكة الحاسم والحيوي لدعم الحوار في العالم وبين البشرية فعقد الاجتماع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في الرابع عشر من شهر ذي القعدة لعام 1429هـ الذي حظي بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة إلى جانب مشاركة أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ورؤساء الحكومات في عدد من دول العالم ورؤساء الهيئات الدولية.

وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين خلال الاجتماع كلمة أكد فيها أن الأديان التي أراد بها الله - عز وجل - إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم، وأن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب، فإما أن يعيشا معاً في سلام وصفاء، وأما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية.

وقال خادم الحرمين الشريفين: «إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم، وقد آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية».

ودعا خادم الحرمين الشريفين للمجتمعين أن ساعة الوفاق حانت وشدد على ضرورة الاجتماع على الأخلاق والمثل العليا.

وتابع حفظه الله قائلاً: «تلك الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعاً، وما نختلف عليه سيفصل فيه الرب - سبحانه وتعالى - يوم الحساب»

وأضاف خادم الحرمين الشريفين «إن كل مأساة يشهدها العالم اليوم ناتجة عن التخلي عن مبدأ عظيم من المبادئ التي نادت بها كل الأديان والثقافات فمشاكل العالم كلها لا تعني سوى تنكر البشر لمبدأ العدالة، إن الإرهاب والإجرام أعداء الله، وأعداء كل دين وحضارة، وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح، والضياع الذي يلف حياة كثير من الشباب. كما أن المخدرات والجريمة، لم تنتشر إلا بعد انهيار روابط الأسرة التي أرادها الله عز وجل ثابتة قوية».

وكان الملك عبدالله قد بادر في سابقة عالمية للحوار في العالم الذي تمثل في حوار مدريد الذي عقد بدعوة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- الذي جمع جميع الأديان وجميع الأعراق والألوان للمشاركة في المؤتمرات وذلك من أجل تسريع وتحريك الحوار في العالم.

مؤتمر مدريد وجد ترحيبا في الأمم المتحدة فقالت أثناء ذاك: «نرحب بمؤتمر مدريد الذي هو مساهمة كبيرة لتشجيع الاحترام بين الجميع وتقبل الآخرين»

بينما أعربت الدول المشاركة في المؤتمر تأييدها لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في الدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة، حيث إنه مشروع لتشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام العالمي.

وقدمت الدول شكرها لخادم الحرمين بالدعوة لعقد هذا الاجتماع عالي المستوى في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة وثمنوا النتائج الطيبة للمؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في إسبانيا برعاية وجهد من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وجلالة الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا.

تبرز دعوة الملك عبدالله للحوار العالمي لمواجهة الظروف العصيبة التي يمر بها العالم والتعامل معها بإيجابية مع الظروف المحيطة انطلاقا مع مبدأ ان العالم مؤتمنون على مقدرات البشرية وتنميتها لصالح الإنسان، حيث إن الأديان السماوية في جوهرها ونهجها وتعاليمها تقدم الحلول للمشكلات التي تواجه البشرية وليست بأي حال من الأحوال سببا في تلك المشاكل.

كما نوه أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة العالم المشاركون في المؤتمر إلى مبادرة الملك عبدالله للحوار العالمي والذي تمثل في عقد مؤتمر حوار الأديان الذي اعتمد على أسس بعيدة عن التعصب والانغلاق.

للمملكة مكانة مرموقة على المستوى العالمي وهذه الميزة حظيت باحترام وتقدير عالمي وبخاصة في العالم الإسلامي الذي يمر في هذه المرحلة إلى صعوبات تتمثل في تعرض الإسلام إلى الكثير من الظلم والاتهامات بسبب جهل البعض بجوهر هذا الدين الذي يدعو إلى التسامح والاعتدال والبعد عن التطرف والعنف والانغلاق.

وقد لبت العديد من الدول مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وترى انه بات من الضروري تعزيز وتشجيع الحوار والانفتاح على الآخر والتفهم في أي مكان في العالم وفي أي لحظة، إذ إن بذور عدم التسامح والتهميش ستبحث دائماً عن الأرض الخصبة لها.

كما دعمت العديد من الدول مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تسعى عبر إطار الأمم المتحدة لتشجيع الأهداف المرجوة من الحوار ومن بينها تحالف الحضارات

وقد انضم إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الدعوة للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات الكثيرون لتحقيق المكاسب الإنسانية المشتركة لبناء علاقات تسامح والقبول المتبادل واحترام خصوصيات الدينية والثقافية.

ورأت العديد من الدول المشاركة في المؤتمر إلى أن الحوار أضحى ركنا أساسيا من أركان السياسات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي الرامية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة معتمدين على قيم التسامح والاحترام التي تتمتع بها الأديان السماوية، معتبرة الحوار بين الأديان والثقافات خيارا إستراتيجيا يشكل ضرورة ملحة لتأسيس فضاء منفتح يضمن التعايش من أجل السلم وتحقيق الاستقرار للشعوب.

وأوضح عدد من القادة الدينيين المشاركين في المؤتمر عن شكرهم وامتنانهم لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وقالوا إن الله سبحانه وتعالى جعل من الملك عبدالله مفتاحاً للخير للعالم كله ومغلاقا للشر في سبيل بناء الجسور للتعاون على البر والتقوى وهدم السدود التي تفرق بين إنسان وإنسان معربين عن أملهم في أن يستمر الحوار ويأتي بالثمار الطيبة للبشرية كافة.

وأشاد المشاركون في المؤتمر بالخطوة الجبارة التي قام بها خادم الحرمين واصفينها بأنها خطوة عملاقة، وتعني التأكيد أن الدين سيكون أداة حقيقية للسلام ولمساعدة العالم على فهم المعنى الحقيقي للإسلام.

وكان للمرأة حضورها في المؤتمر حيث تحدثت إحدى المشاركات قائلة: «إنني واحدة من الناس الذين جلبوا من إفريقيا وقد اهتدينا عبر السنين إلى الإسلام واحتفظنا بهويتنا الإسلامية رغم العبودية».

وأشارت إلى أن الحوار بين أتباع الأديان مهم لأن الكثير من أفراد أسرهم لا يزالون مسيحيين ولذلك فإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تعمل على إنهاء هذه الانقسامات الظاهرة.

وفي الداخل كان نهج المملكة راسخ الخطى نحو تدعيم أصول الحوار فكان أن صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بتاريخ 24-5-1424هـ.

قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان ولايته للعهد للاخوة المواطنين بمناسبة إعلان موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أمرنا في محكم كتابه بالتعاون على البر والتقوى والصلاة والسلام على نبيه الذي أوصانا بالنصح لكل مسلم وبعد..

أيها الإخوة.. لقد شهدنا في الفترة الأخيرة تطورا هاما تمثل في انعقاد اللقاء الوطني للحوار الفكري هذا اللقاء الذي ضم نخبة صالحة إن شاء الله من أبناء الوطن العزيز من مختلف المشارب والتوجهات اجتمعوا في ظل المحبة الإسلامية وتناقشوا في رحاب الإخوة الوطنية وانتهوا إلى توصيات بناءة تعزز التمسك بالعقيدة السمحة وتؤكد الوحدة الوطنية فلهم من جميع أبناء الوطن الشكر والتقدير.

ولقد رأى هؤلاء الإخوة الكرام أن يستمر الحوار ويتسع نطاقه ليدخل فيه المزيد من المتحاورين وليبحث فيه المزيد من القضايا بهدف أن يتطور الحوار حتى يكون أسلوبا بناء من أساليب الحياة في المملكة العربية السعودية.

ويسعدني أن أتحدث إليكم لأعلن عن موافقة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ليكون وسيلة عملية لتحقيق الهدف المذكور. وسوف يكون مقره في مدينة الرياض ويجري العمل الآن على تجهيز المقر وسوف يستعين المركز بمرافق وخدمات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتسهيل أعماله.

ولا يراودني أدنى شك أن إنشاء المركز وتواصل الحوار تحت رعايته سوف يكون بإذن الله إنجازا تاريخيا يسهم في إيجاد قناة للتعبير المسؤول سيكون لها أثر فعال في محاربة التعصب والغلو والتطرف ويوجد مناخا نقيا تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر الإرهابي.

أيها الإخوة..

إننا في هذا الوطن الحبيب لم نحقق ما حققناه من أمن وأمان ورخاء ورفاه إلا بفضل العقيدة الإسلامية ثم بفضل تمسكنا بوحدة هذا الوطن وإيماننا بالمساواة بين أبنائه وان أي حوار مثمر لا بد أن ينطلق من هاتين الركيزتين ويعمل على تقوية التمسك بهما فلا حياة لنا إلا بالإسلام ولا عزة لنا إلا بوحدة الوطن ولن نقبل من أحد كائنا من كان أن يمس مبادئ العقيدة كما أننا نرفض أن يسعى أحد كائنا من كان للعبث بالوحدة الوطنية.

ان آداب الحوار يجب أن تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يعتنقه شعب المملكة.. وقد كان السلف الصالح عليهم رضوان الله لا يجادلون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة ويعملون بتوجيه سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» كما كانوا يعتبرون سب المسلم فسوقا وقتاله كفرا. هذا هو الطريق السليم للحوار.

مركز الحوار الوطني

ويعد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من الأمثلة الحية التي تمثل نبراسا للعمل بالحوار وتطبيقه ويعد قيام المركز وما يضطلع به من رسالة وطنية لخدمة لكل مواطن يعيش على ثرى هذه الأرض المباركة مساهمة في محاربة التعصب ويؤكد الوسطية والاعتدال التي يدعو لها ديننا الإسلامي الحنيف.

يركز المركز على أهمية تلمس القضايا والأفكار التي يأملها المواطن ويرغب في طرحها بين يدي المختصين من أبناء هذا الوطن من خلال اللقاءات الفكرية التي ينظمها المركز في مختلف مناطق السعودية، والتي أوجدت بينهم جسوراً من التواصل المستمر والتحاور الهادف.

عقد المركز عددا من اللقاءات الوطنية وصلت عددها حتى الآن إلى 8 لقاءات جاءت على النحو الآتي: اللقاء الوطني الأول بعنوان «الوحدة الوطنية والعلاقات والمواثيق الدولية» الذي عقد في الرياض بتاريخ 15إلى 18-5-1424هـ.

اللقاء الوطني الثاني ويحمل عنوان «الغلو والاعتدال.. رؤية منهجية شاملة» وعقدت أعماله في مكة المكرمة بتاريخ 4 إلى 8-11-1424هـ.

أما اللقاء الوطني الثالث فحمل عنوان «المرأة: حقوقها وواجباتها وعلاقة التعليم» وعقد في المدينة المنورة بتاريخ 24 إلى 26-4-1425هـ

وكانت «قضايا الشباب: الواقع والتطلعات» عنوان اللقاء الرابع في الظهران في الفترة من 24وحتى 26-10-1425هـ.

وحمل اللقاء الوطني الخامس عنوان (نحن والآخر: رؤية وطنية للتعامل مع الثقافات العالمية) وعقد في أبها بتاريخ 11إلى 13-11-1426هـ

وكان التطوير وسبل تعليمه هو اللقاء الوطني السادس وعقد في منطقة الجوف في 7-9-11-1427 هـ

أما اللقاء الوطني السابع وكان تحت عنوان (مجالات العمل والتوظيف: حوار بين المجتمع ومؤسسات العمل) فعقد في منطقة القصيم بتاريخ 16-17-4-1429هـ

واللقاء الأخير حتى الآن الثامن كان تحت عنوان (الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية) وعقد في منطقة نجران 23-24-25-4-1431هـ

وقد شارك في اللقاء زهاء ثمانية آلاف مواطن ومواطنة وتخللت تلك اللقاءات العديد من الرؤى وتطرقوا للعديد من الاتجاهات المتقابلة في عدة مواضيع.

وتباعا للدور المحوري للمملكة نحو طرح الحوار العالمي مادة تخاطب بين الأمم والشعوب جاءت جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة أحد أقطاب التطبيقات العملية نحو الحوار المبني على العلم والثقافة من جهة، ومن جهة أخرى يعد أحد مظاهر المملكة لتقدير دور العلم والمعرفة، وتشرفها بوضع البحث العلمي في صدارة أولوياتها.

حيث توج الملك عبدالله جهوده التي يبذلها لتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات والتوافق في المفاهيم بينها بإطلاق الجائزة التي تعنى بالنهضة العلمية والفكرية والحضارية التي تقوم على حركة الترجمة المتبادلة بين اللغات كونها ناقلاً أميناً لعلوم وخبرات وتجارب الأمم والشعوب والارتقاء بالوعي الثقافي وترسيخ الروابط العلمية بين المجتمعات الإنسانية كافة وإدراكا لأهمية الترجمة في تبادل المعارف وتقوية التفاعل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى ودعم حوار الحضارات والثقافات.

ويبرز في هذا الجانب أهمية التنوع وضرورة التعايش والتواجد في عالم مبني على المغايرة والاختلاف وأن الوعي بالدور المزدوج الذي قامت به الترجمة في التاريخ أمس واليوم يؤكده المستقبل بوصف «الترجمة» جسراً من جسور التواصل مع الآخر والتحاور والتفاهم معه انطلاقاً من فهم الآخر.

إن هذه الجائزة التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين تحمل أيضا تواؤما مع توجه الملك نفسه لنشر الحوار في العالم وتتسق مع مشْروعه الحضاري مشروع الحوار الوطَني لتَحْقيق التَّطَلعات في إشاعة قيم الحوَار وثَقَافَته في مجتمعنا التي تنبع من وسطية ديننا الحنيف.

وهو نهج خطه المليك لإرساء أرضية الحوار بين أبناء المملكة في جعله أسلوْبا للحَيَاة في المجْتَمع السّعودي والتأكيد عَلىَ أَنَّ الحوارَ مَشْروعٌ مجْتَمَعيٌّ؛ لتَحْقيق الأمن وَالسَّلاَم.

إن المملكة تؤدي دورا كبيرا نحو نهضة المجتمع وازدهاره، فالعلم والثقافة والمعرفة، مرتكزات أساسية لبناء الإنسان، وحجر الزاوية في بناء أية حضارة، وتأكيداً في ذات الوقت لمكانة المملكة العربية السعودية في الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية.

بهذه الجهود الكبيرة يرسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الطريق للحوار مع أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات وحددها أيده الله في القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية، التي أنزلت من الرب - عز وجل - لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته، وتعزيز قيم الأخلاق، والتعاملات التي لا تستقيم والخداع، وتنبذ الخيانة، وتنفر من الجريمة، وتحارب الإرهاب، وتحتقر الكذب وتؤسس لمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والعدل.

والمملكة العربية السعودية التي تؤكد على الدوام أنها صوت عدل نادت به على لسان قائدها، نحو القيم الإنسانية والأخلاقية، ودعوة للتعايش والحوار العاقل والعادل، لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته، وتعزيز قيم الأخلاق، مازالت تكتسب يوما بعد يوم احترام وتقدير قادة دول العالم والعلماء من الدول الإسلامية وغير الإسلامية كافة لسعيها المخلص والدءوب نحو السلام والاستقرار في العالم.إن يومنا الوطني هذا، يأتي وهو يحمل في طياته الكثير من الإنجازات التي حققها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إنجازات على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، إنجازات تعد قيما متداولة بين الأمم والشعوب تلك التي تمثلت في الحوار بين الإنسان والإنسان الذي دعا له ودعمه الملك عبدالله، لتفعيل العقل البشري بالتخاطب الإيجابي ليحل السلام والوئام في هذا العالم.

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة