Saturday  02/10/2010 Issue 13883

السبت 23 شوال 1431  العدد  13883

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

أحبك يا وطني

رجوع

 

كنت راكباً مع صديق نتجول في شوارع المحافظة وكنت مسروراً لما رأيته من أعلام وعبارات قد علقت احتفالاً باليوم الوطني لبلدنا الغالي المملكة العربية السعودية، وإنها والله لمناسبة عظيمة تبتهج لها الأنفس والقلوب.

فتوقفنا قليلاً أمام لافتة تحمل الكتابة التالية:

حب الوطن نترجمه بإنجازاتنا

وسألته من باب الملاطفة .. ماذا يقصد بالوطن؟

فرد مجيباً.. الوطن هو الأرض التي نعيش عليها وهو البيت الذي نسكن فيه وهو السوق والمدارس والشركات والدوائر الحكومية.. وكلها جميعاً تشكل هذا الوطن الغالي... وبعدها افترقنا.

قد كان تعريف صديقي للوطن منطقياً وتغلب عليه العاطفة حيث جعل الوطن جامعاً لأماكن ألفها الناس كالبيوت وأماكن العمل والدراسة والتسوق وغيرها.

ِِولكن يظل السؤال، هل من الضروري حب كل من «البيت والشركة والسوق و.. و.. و.. «لكي يتحقق حب أرض الوطن فعلاً؟

عذراً يا صديقي فالجواب مع الأسف (لا).

لأنه في الواقع أصبح من النادر جداً أن تجد من هو راضٍ تماماً تجاه ما قد ذكرته. فربما يكون البيت جحيماً عند بعض الناس وذلك بسبب مشاكل عائلية وأخرى تجبرهم على التهرب منه وعدم المكوث فيه إلا وقت النوم والحمد لله على كل حال.

وتكون التعاسة وعدم الرضى في الأسواق والشركات عندما يُحرم موظف كفء من علاوات وترقيات هو فعلاً أهل لها بسبب واسطة أو في مَنعِ شاب مستقيم يخاف ربه من دخول السوق للتبضع وقضاء حاجاته؛ لأنه ليس «عوائل!»

وأما المدارس والدوائر الأخرى فحدث ولا حرج، فإن الطالب والموظف «العادي» قد يُظلم ويُسلب حقه إن كان غافلاً عنه فهناك الكثير من الدرجات والبدلات والترقيات ذهبت أدراج الرياح والضحايا هم المخلصون!

وهناك الكثير من طلبة المدارس (مباني مستأجرة) والجامعات (عتيقة وناشئة!) عانوا ولا زالوا يعانون من سوء الخدمات والتجهيزات في مباني الدراسة كانعدام النظافة وانقطاع التيار الكهربائي وأعطال في أجهزة التكييف......! والله أعلم .

وكيف تنشأ المحبة يا صديقي بانعدام مبدأ التواضع في الجامعات وغيرها.. فمن لم يحصل في المجال الأكاديمي مثلا على شهادة الدكتوراه في أي تخصص وبأي وسيلة كانت حتى وإن كان عالماً وفقيهاً فلن يقام له وزن ولا اعتبار من قبل المسئولين في هذا المجال. أي أن مَثل من لم يحصل على هذا المُؤهل عند أولئك إلا ما رحم ربي كمثل من لم يؤت من العلم شيئاً (جاهل)، وغالباً ما يكون العكس صحيحاً!.

فعذراً يا وطننا الحبيب فإني والله مخلص في حبي لك ولن أجد وطناً أكثر حناناً وعطفاً وإنصافاً منك.. وعذراً يا صديقي فليس الوطن بيتاً أو سوقاً أو جامعةً أو أي مكان آخر بل الوطن أرض وقيادة.. أدام الله عز وطننا الحبيب وجعله آمناً مطمئناً.. وكل عام والوطن وقيادته الحكيمة بألف خير.

يزيد بن عبد الرحمن السماعيلمحاضر في جامعة القصيم

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة