Saturday  02/10/2010 Issue 13883

السبت 23 شوال 1431  العدد  13883

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

بلدنا بلد الإنسانية، كيف لا وهو بلد الإسلام ومنطلق الرسالة المحمدية للبشرية كلها؟

بلدنا - بفضل الله - هو القدوة في الجوانب الإنسانية، ونحن مضرب المثل في ذلك، وهكذا هو الإسلام، إنه خير كله.

ولو أردنا أن نتتبع الجوانب الإنسانية في مسيرة بلادنا لوجدنا أن المسيرة كلها مسيرة إنسانية.. العمل كله عمل إنساني.. التوجُّه كله توجه إنساني.

جمعيات وهيئات ومؤسسات وقطاعات كلها تعمل ليل نهار في المسار الإنساني.. بل لا نبالغ بأن دولاً عدة تحاول الاستفادة من خبرة وتجربة وتوجُّه المملكة في المجال الإنساني؛ ذلك أنه مجال ثري للغاية، صنعه وغرسه الإسلام بتعاليمه المثلى.

ومناسبة هذه المقدمة التي ذكرتني بها أكثر من رسالة تلقيتها هي معاناة فئة من أبنائنا المعاقين أتموا جزءًا من الدراسة والحقل التعليمي، وتوقفوا لأن الحقل الآخر والمرحلة الأخرى أُغلقت في وجوههم.

إنها (ملغاة).. نعم.. أُلغيت، وقيل لهم «لا مجال لكم لإكمال الدراسة الثانوية حتى لو (جبتوا عشرين واسطة)؟!! ويكفيكم ما أخذتموه.. وتوقفوا هنا و(حَدْكُم.. المتوسطة فقط)».

هكذا تقول الوزارة، وهذه هي (صُوغَةْ!) إدارة التربية الخاصة لهذه الفئة التي نقول عنها وفي كل مناسبة (الفئة الغالية.. والعزيزة على قلوبنا!)، وبالفم المليان نقول (باستثناء إدارة التربية الخاصة).

لا يمكن لأحد أن يتصور حجم شعور هؤلاء، وكم هو جارح ومؤلم وصعب هذا القرار القاسي.. القرار الأعوج.

نحن المتابعين مجرد متابعين، ولسنا قريبين من المشكلة، ومع ذلك نشعر بالألم والمرارة والحسرة من قرار مجحف.. قرار (مهوب يَمْ جادِّه) ولكن (الشبعان.. ما يناظِر الجايع!).

وزارة التربية والتعليم بتوجيه من إدارة التعليم الخاص اتخذت قرارًا بإغلاق القسم الثانوي للمعاقين.. وقيل لهؤلاء «لا مكان لكم في التعليم، وليس من حقكم أن تتعلموا، وتوقفوا عند المرحلة المتوسطة.. ومن لديه الرغبة في تعليم (معاقينه) فعليه أن (يقص) له جواز سفر.. ويسافر لليمن أو الصومال!».

هكذا كان القرار.. ولك أن تتصور حجم انعكاس هذا القرار على نفسية هؤلاء، إضافة إلى أنهم يعانون نفسياً مصاعب أخرى.

نحن لا ندري.. هل أُخضع هذا القرار للدراسة؟! وما منطلقات ومبررات وزارة التربية والتعليم التي لم نعهد منها مؤخراً إلا النجاحات والمنجزات.. والتفوق والقُرْب من الناس.

نحن بالفعل.. نستغرب من الوزارة أن تتجه هذا التوجُّه، وأن تصدر قراراً كهذا، وفوق ذلك نحن نثق بأن الوزارة ستخضعه مرة أخرى للمراجعة والدراسة.. ومتفائلون أيضًا (ونقول إن شاء الله) أنها سترجع عن قرارها.. وأنها ستفتح هذه المرحلة مجدداً أمام هؤلاء الطلاب.. وأعني (الفئة العزيزة على قلوبنا جميعًا؟)، وأنها ستخضع لمطالب هذه الفئة؛ فالوزارة كما عودتنا قريبة من كل خير.

غير أن ما نستغربه من الوزارة الموقرة هو عدم الالتفات إلى ما نُشر حول هذا الموضوع، وفي أكثر من صحيفة، وكأن الأمر لا يعنيها، أو كأنها مصممة على قرارها (إعداد وإخراج) إدارة التربية الخاصة.

نحن نقول: إن لم تسارع الوزارة بالعدول عن قرارها وإعادة الدراسة في هذه المرحلة المهمة فلا أقل من أن نسمع رأيها ورؤيتها وكيف اتخذت مثل هذا القرار، وكيف أقدمت على إغلاق هذه المرحلة، وما فلسفتها وفلسفة (خبراء التربية الحديثة) من ذلك؟!

إنَّ وزارة التربية والتعليم من أكثر الوزارات حضورًا وتفاعلاً مع وسائل الإعلام، وإن مسؤوليها من أكثر المسؤولين قُرْباً من الجمهور ومن وسائل الإعلام.. ولم نتعود منهم الغفلة والسكوت والتهرب و(التطنيش).. فلماذا سكتوا هذه المرة؟! لماذا سكتوا.. و(طنشوا)..

 

مستعجل
لماذا السكوت يا وزارة التربية والتعليم؟!
عبد الرحمن السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة