Tuesday  05/10/2010 Issue 13886

الثلاثاء 26 شوال 1431  العدد  13886

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

المشهد السياسي العراقي أصبح ساحة واسعة للصراعات الإقليمية والدولية كثرت خلال فترة مخاض تشكيل الوزارة الجديدة المشاريع والبرامج المقدمة من الجارة الشرقية إيران تلاقيها هذه المرة دون تقاطع مشاريع دولية من

واشنطن تترجم بزيارات مكوكية لنائب الرئيس الأمريكي بايدن المسؤول المباشر عن الملف العراقي دولياً، وتشترك سوريا الجارة العربية للعراق كعامل مشترك في معادلة المخاض السياسي لتشكيل الوزارة المنتظرة في لقاءات متنوعة الاتجاه السياسي لكتل حزبية عراقية، فمرة تجمع مقتدى الصدر بعلاوي تحت إشراف الغطاء التركي المؤيد لتولي القائمة العراقية ترشيح رئيس الوزراء الجديد كاستحقاق انتخابي بصفتهم القائمة الأكثر عدداً يمنحهم الدستور حق تكليف رئيس الجمهورية المنتخب رئاسة الوزراء الجديدة للدكتور أياد علاوي.وبعد زيارة الرئيس الإيراني لدمشق يتجه الخطاب السياسي السوري لتأييد ترشيح المالكي لدورة وزارية أخرى. ومع تعرض التحالف الوطني الذي تكّون إثر الانتخابات الماضية لهزات عديدة أوشكت أن تفكك مكوناته الطائفية فتدخل اللاعب السياسي في هذه الأزمة السياسية بالضغط على زعيم الصدريين مقتدى الصدر المقيم في مدينة قم الإيرانية بضرورة تأييد ترشيح المالكي خدمة للمشروع الإيراني المذهبي وضرورة أن يكون منصب «رئيس الوزراء والقائد العام» شيعياً ليخدم المصالح المتعمقة في جسد الدولة العراقية الحالية ولابد أن يستمر هذا النفوذ في السنوات الأربع القادمة لتمرير المشاريع التوسعية الإيرانية في العراق الجريح من خلال تكتل حزب الدعوة ما يسمى دولة القانون برئاسة المالكي مع الصدريين الذين تعرضوا لضغوط مستمرة إيرانية ملوحة مرة بالتهديد وأخرى بالوعود بمكاسب ومغانم كثيرة من ثروات الشعب العراقي والذي أصبح كاليتيم على مائدة اللئام.

إن الإصرار الإقليمي والدولي على ضرورة ترشيح المالكي لم يأت بنتيجة نهائية حاسمة، بل وسع الشرخ وعمق الأزمة وجاء رد الفعل الأول والمفاجئ بخروج المجلس الأعلى الوطني وحزب الفضيلة قطبا الاتحاد الوطني من مكوناته ويسجل لهذين الحزبين تحديهم للتهديد والوعيد الإيراني وتغليب وطنيتهم العراقية على المذهبية والطائفية والتبعية الإقليمية وبانشقاقهم عن ما يسمى بالاتحاد الوطني ينخفض عدد مقاعده في البرلمان إلى (128) وأسقط بيدي مؤيدي المالكي انفراط عقد هذا الاتحاد المذهبي ولم يحقق لهم أكذوبة التكتل النيابي الأكثر عدداً ويعطي هذا الوضع الجديد الذي أوجده إعلان ترشيح المالكي من قبل حزب الدعوة والصدريين بالتزكية سيعطي هذا الحراك الجديد دافعاً قوياً سياسياً ودستورياً بإعلان القائمة العراقية الأكثر عدداً دستورياً وانتخابياً ويعزز ذلك توحدهم مستقبلاً مع المجلس الأعلى الوطني وحزب الفضيلة، والنداء الوطني لمستقبل العراق يدعو تكتلات وطنية صغيرة أخرى كالوفاق الوطني ووحدة العراق وكتلة الرافدين المسيحية لو توحدت هذه الكتل لجمعت المقاعد الكافية لحصول المرشح المنافس للمالكي «سواء كان علاوي أو عبد المهدي» الفوز بالبرلمان وحصول ترشيحه بالثقة النيابية لتشكيل الوزارة العراقية الجديدة التي طال مخاضها.الكتل السياسية بكل قياداتها مجموعة المالكي أو جموعة علاوي وعبد المهدي، تقف قلقة عند جسر العبور الكردي والذي بيد قياداته في التكتل الكردستاني المفاتيح السحرية لترجيح منافس على آخر ويكون أسلوب المساومة على التعهد «الخطي» لتنفيذ مطالبهم العنصرية وعلى رأسها الاستحواذ على منصب رئاسة الجمهورية للسيد الطالباني وتفعيل المادة 140 في الدستور «والتي تهالكت بالتقادم» لمضي الموعد المنصوص عليه بالدستور منذ ثلاثة أعوام والأكراد يصرون على منحها الحياة لأهميتها على المستقبل الأمل الذي تعمل لتحقيقه الأحزاب الكردية وتشكيل دولتهم الحلم من ناحية بدره جنوب محافظة ديالي وسط العراق حتى أقصى شمال العراق عند مرتفعات سنجار في دهوك مروراً بقطع نصف محافظة الوصل ذات الأكثرية العربية علاوة على اقتطاع نسبة 17% من ميزانية الدولة العراقية ودفع مرتبات ميليشيات البيشمركة من مخصصات وزارة الدفاع الاتحادية وبالتالي توجيه القرار السياسي العراقي بالرغبات والمصالح الكردية وفي هذه اللحظات يقف الشعب الكردي العراقي أمام امتحان تاريخي عسير ودعوة وطنية عراقية «إن كانوا يشعرون أنهم جزء منه» أن يقدروا خطورة الظرف الحرج والخطر الذي يمر به العراق ككل ويغلبوا المصلحة الوطنية العليا وتخطي المصالح العنصرية ويتذكروا أن قراهم الشرقية تقصف بين فترة وأخرى من المدافع الإيرانية وأن الاعتماد على الوعود والآمال التي يقدمها المالكي لقادتهم ستكون سراباً لا يحصدون منه إلا الندم.

الشعب العراقي الصابر سيقول كلمته بعد أن أتعبته الصراعات الإقليمية والدولية وتركته مهمشاً محروماً من ثروته الوطنية والتي أصبحت مركزاً لصراعات إقليمية ودولية ولا بد أن يفرض رأيه وصوته الوطني لاختيار القادة الجدد للأخذ بيده بإخلاص الانتماء والعمل الصادق للمصلحة العراقية لتحقيق أمانيه وآماله من أجل عراق جديد مستقل وموحد ليكمل مشواره مع بيته العربي الإسلامي الواسع والأيام القليلة القادمة حبلى بالأحداث، فقد تعلن ولادة حكومة إنقاذ وطني تعيد المشهد العراقي لاستقراره الأمني وإعماره المنتظر بعيداً عن ركام دخان الطائفية والمذهبية والعنصرية التي خنقت الشعب العراقي الصابر.

* عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية

 

ترسيخ للتأثير الإقليمي والدولي
عبد الإله بن سعود السعدون *

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة