Tuesday  05/10/2010 Issue 13886

الثلاثاء 26 شوال 1431  العدد  13886

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

قال طرفة بن العبد في نهاية المسرحية التي عرضت في حفل الافتتاح:» للمقتلي هنا (البحرين) ومبعثي هناك» يقصد سوق عكاظ، والبعث هنا بعث مجازي وليس حقيقي، في إشارة إلى أن الفكر لا يموت، والوعي لا يقتل، والحرية تبقى ناصعة حتى نهاية الزمان.

وهذا ما جعلنا في المسرحية نكتب (طرفة الثاني) وليس طرفة القار في أذهان الحضور، طرفة الموازي وليس طرفة التاريخ، وفقا لتكنيك الكتابة المسرحية التي لا تحفل بالتاريخ بقدر ما تحفل بالقراءات الإبداعية التي تتقاطع من الراهن، أردنا في المسرحية أن نقدم (مناهج فكرية جديدة) تفي بتطلعات النخبة المثقفة التي تحتاج إلى رد الاعتبار للثقافة باعتبارها الواجهة الحضارية لكل بلد، في مواءمة بين (النخبة والجماهير).

إن (طرفة الشخصية) يراهن على صوت المثقف بوصفه أبعد الناس عن الأيدلوجيا والمناطقية والتحزبات، وبوصفه أقرب إلى الوطن كمشروع وأكثرهم حرصا على التنمية والوحدة والتنافس الدولي، لا تجد مثقفا أو مفكرا يرهن عقله لطائفة أو حزب أو إقليم، فهو أكبر خطر يهدد التطرف، وهو أكثر من فكك مشروعات المتطرفين وأكثر من عرض حياته للخطر في سبيل أن يبقى محترما عقلا وسلوكا وعاطفة.

لم يكن طرفة ثوريا ولم يكن معارضا، فهذه الأوصاف لا تليق به ولا يليق بها، إنما كان يبحث عن دور مفقود للمثقف، يبحث عنه هنا وهناك، يريد أن (يتعاكظ) مع السائد الساكن، تأكيدا على صوت المثقف باعتباره يحمل تطلعات إنسانية تصلح لكل زمان ومكان.

ليس مهما إن كان طرفة بن العبد مر على سوق عكاظ (التاريخ)، ولكن المهم أنه مر على سوق عكاظ (الراهن)، فالكاتب المسرحي ليس معنيا بالمرويات التاريخية مثلما هي لدى الباحث الأكاديمي، المهم أنه ظهر كرمز تاريخي له حضوره الذهني لدى الجماهير، وتعاكظ في ليلة من أجمل ليالي الطائف، ثار بعدها جدلا بين المثقفين والمفكرين والكتاب والجماهير في بادرة تعيد صياغة المناهج الفكرية باتجاه أكثر حداثة وجدة ونصوع.

كانت المؤثرات الموسيقية والضوئية والتفاصيل والتكوينات التي صاغها المخرج شادي عاشور كفيلة بأن تستثير أبعادا نفسية بين: الحقيقة والأسطورة في محاولة جادة لرسم علاقة وجدانية بين العرض والجمهور استمرت حتى نهاية العرض، لتبقى في الأذهان أطول فترة ممكنة.

لم يكن العرض مباشرا بقدر ما كان واضحا وفقا لقانون: أهمية الكلام فيما يوحي به وليس فيما يقوله، مبتعدا عن التهويمات اللفظية والألغاز الكلامية، وإذا ما عرفنا أننا بصدد التوفيق بين النخبة والجماهير نكون قد حققنا كثيرا من هذه المعادلة بدليل حضور 2500 متفرج من الطائف وما حولها وتواصل النخب المثقفة مع العرض.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
طَرَفََة في سوق عكاظ
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة