Wednesday  06/10/2010 Issue 13887

الاربعاء 27 شوال 1431  العدد  13887

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

1- وصفت الموسوعة البريطانية التدين في الغرب كالتالي: (الغرب أكثرية غير متدينة.. لا ترى في الكتب المقدسة لديهم أكثر من أثر تاريخي لا يتماسك تحت النقد ولا يتكثف تحت أشعة النظر).

2- الفرد في غرب أوروبا يعتبر على درجة متدنية من الإيمان وبالتالي فإن الممارسة الدينية تعتبر في أدنى مستوياتها مما حول الكثير من الكنائس فيها إلى قاعات متعددة الأغراض تؤجر للمناسبات العامة والخاصة.. وحيث إن غرب أوروبا لديه مؤسسات وتيارات فكرية قوية ذات عمق وتراكم تاريخي قوي ومؤثر فإن المجتمع يعتبر على درجة عالية (لا غالبة) من الإيمان والممارسة الدينية مع دور هامشي للمؤسسات الدينية والفكر الديني في صنع القرار السياسي.

ورغم فصل الدين عن الحياة المدنية منذ قرون في أوروبا فلا زال كتابها ومفكروها يتناولون قضية الدين والتدين والعقل والروح والغيب وغيرها.. ولا يخل تناولهم لتلك القضايا من تحد ومباشرة وإن كان يتسم بالعمق.. كما يطرحون تساؤلات تراوحت بين الجرأة والكفر الصريح.

3- بينما التدين في الولايات المتحدة الأمريكية غالب (لا غالٍ) أي عكس ما هو كائن في غرب أوروبا.. وهذا التدين على اتساعه أفقياً إلا أنه منقطع الصلة بالنظام التعليمي.. لكنه أحد أسس النظام الاجتماعي والسلوكي العام.. لذلك نجد أن من بين أقوى المنظمات العاملة في أمريكا منظمات دينية.. بل إن استطلاعاً قامت به جريدة نيويورك تايمز وشبكة (cbs) التلفزيونية عام (1985م) أظهر أن نصف الأمريكان متدينون.

4- يقول: (ستيفن واينبرج) الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء والباحث في فلسفة الأديان: (إن الأمريكان أكثر تديناً من الأوروبيين لكنهم أقل إيماناً). ويقصد بذلك أن الأمريكان لا يهتمون بالغيبيات.. وأنك لن تجد لديهم بما فيهم رجال الدين اهتماماً أو انشغالاً بقضايا الدين الكبرى المتعلقة بخلق الكون أو اليوم الآخر أو المعجزات بقدر اهتمامهم بالدين في الحياة اليومية وما يقدمه الدين للإنسان من فوائد نفسية واجتماعية في الحياة الحالية.. أي أن التعاليم الدينية تطبق لأنها مفيدة وليس لأنها تمثل موروثاً أوصى به شخص ذو حظوة.. كما أن التدين في المنطق الأمريكي يعد بتحقق السعادة الدنيوية بخلاف التدين في الغرب والشرق الذي يعد بتحقيق السعادة في الدار الآخرة.. لذلك لا يوجد لديهم (بابا) أو مرجعية دينية عليا نهائية.. بل عشرات الآلاف من الدعاة الذين يسمونهم مبشرين.. بعضهم له نجومية على مستوى أمريكا كلها وكثير منهم تقتصر نجوميته على عجائز حارتهم.. بمعنى آخر أن كل كنيسة مستقلة بذاتها.. والرابط بين بعضها في أقرب حالات يطبق نظام الفرانشايز التجاري.. ومن هؤلاء مبشر واحد وهو (بات روبرتسون) لديه كنيسة لها قناة فضائية يتبعها (700) ناد منتشرة في كل أنحاء أمريكا وخارج أمريكا أيضاً.. وينافسه في الانتشار مبشرون آخرون.

5- وما ينطبق على الدعاة المسيحيين ينطبق على دعاة بقية الأديان في أمريكا.. فمن هؤلاء الدعاة من هم على شهرة عالمية مثل (اليجا محمد) بين المسلمين.. والكوريون منهم داعية استطاع تجميع مئات الآلاف من الاتباع خلف مذهب من اختراعه.. وكذا الحال بالنسبة لليهود والبوذيين وبقية الأديان والعقائد التي ما أنزل الله ببعضها من سلطان.

التدين في أمريكا فلسفة مختلفة من المفيد دراستها.

 

أنت
تدين غرب أوروبا وشمال أمريكا
عبد المحسن الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة