Thursday  14/10/2010 Issue 13895

الخميس 06 ذو القعدة 1431  العدد  13895

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو السيدة إيرينا بوكوفا في حديث خاص لـ «الجزيرة»:
الملك عبد الله رائد الإصلاح في العالم ومبادراته تعكس اهتمامه بالانفتاح والتعايش مع الآخر

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

باريس - موفد الجزيرة - سعد العجيبان

قدرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) السيدة إيرينا بوكوفا جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إشاعة ثقافة الحوار على المستويين المحلي والدولي.

وقالت في حديث للجزيرة: إن مبادرات الملك عبد الله في هذا الشأن محل تقدير عالمي لما تجسده من أهداف تسعى لإحياء ثقافة التواصل والتقارب الثقافي والديني بين شعوب العالم.

وبينت بوكوفا إن للمملكة دورًا رياديًا وثقلًا دوليًا كبيرًا كونها رمز العالم الإسلامي؛ فكان لمبادرة خادم الحرمين أثر بارز في العالم ومحل تقدير منظمة اليونيسكو سيما و أن اهتمام الملك عبد الله بالحوار والسلام هو من أساسيات عمل المنظمة الدولية. وفيما يلي نص حديث مديرة منظمة اليونيسكو السيدة إيرينا بوكوفا للجزيرة:

سجل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز السبق في تبني المملكة دعوة العالم للحوار والتعايش السلمي.. فبداية حوار وطني داخل المملكة مرورًا بحوار أتباع الديانات في مدريد ونيويورك والآن برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام في اليونيسكو.. كيف تنظرون إلى مبادرات الملك عبد الله الشخصية في هذا الجانب؟

- أكن إعجابًا خاصًا وتقديرًا كبيرًا لشخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فهو رائد الإصلاح في جميع النواحي المرتبطة بنهضة المملكة الداخلية وتطوير وتوطيد علاقاتها مع دول العالم، وأيضاً لمبادراته الشخصية في دعم الحوار والثقافات على نطاق عالمي، إضافة إلى جهوده ومسؤوليته الكبيرة تجاه العالمين العربي والإسلامي، فهو خادم الحرمين الشريفين وهذا اللقب نبيل وعظيم تترجمه كل المبادرات الذاتية التي يقوم بها الملك عبد الله.

وأنا معجبة جداً ومقدرة تماما لفكرة الحوار التي بدأت داخل المجتمع السعودي كتمهيد وتهيئة للحوار مع المجتمعات الأخرى وتبادل الثقافات والأفكار، وأنا فخورة جدًا على أن هذه المنظمة العالمية (اليونيسكو) حازت على ثقة خادم الحرمين الشريفين.

أعطت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بمختلف مراحله قاعدة قوية وأرضية خصبة للتقارب بين الشعوب.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

- إن الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إشاعة ثقافة الحوار والسلام وإحياء ثقافة التقارب والتواصل الثقافي بين شعوب العالم أقل ما يمكن وصفها بأنها ريادية، وتحمل هموم شعوب العالم بأكمله، وكما يعلم الجميع أن الرهان على تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات يعد رهانًا أساسيًا، لأن التنوع يجب أن ينشأ على قاعدة القبول بالآخر وثقافته والحوار معه، فلا يمكن للتنوع الثقافي أن يحيا بالانكفاء على الذات، وهذا ما دعا إليه الملك عبد الله ويعمل على تحقيقه.

وكيف كان واقع مبادرات الملك عبد الله وما تدعو إليه المملكة على منظمة اليونيسكو المعنية بنشر السلام العالمي؟

- للمملكة ثقل دولي ملموس كونها رمز العالم الإسلامي، وكان لمبادرات الملك عبد الله ودعوته للحوار أثر بارز في العالم، ونحن في المنظمة نقدر للمك عبد الله هذا الاهتمام ومتابعته الدائمة لملف نشر الحوار والسلام في العالم ونبذ الانشقاق والتطرف، خاصة وأن ما يدعو إليه من أساسيات عمل منظمة اليونيسكو.

وكيف تنظرون إلى النتائج التي حققتها مبادرة الملك عبد الله للحوار بين شعوب العالم؟

- لقد تحقق في هذا الشأن نتائج جيدة، ويمكن القول إن الحوار بات أسلوب حياة وساعد على ربط مكونات المجتمعات ودمج اختلافاتها في إطارها الصحيح.

ومن هذا المنطلق خصصت اليونيسكو مشروع السنة الدولية 2010م لحوار الثقافات.

وهل لقي مشروعكم نجاحًا وحقق أهدافه؟

- نعم، ونستطيع التماس ذلك من خلال تطور أنشطة اليونيسكو في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات بمحاذاة التغيرات في الأجندة الدولية، من خلال سعي المنظمة بأن تضمن موقعًا راسخًا لمبدأ احترام التنوع الثقافي وما يواكبه من حوار بين الثقافات على الأجندة السياسية العالمية، وإبراز أهمية التبادل والحوار بين الثقافات في تحقيق التماسك الاجتماعي والمصالحة والسلام.

كيف تنظرون إلى التعاون القائم بين المملكة واليونيسكو؟

- المملكة إحدى الدول المؤسسة للمنظمة وعضو في المجلس التنفيذي، وتلتزم بتعهداتها لدعم المنظمة ومساندة رسالتها، وهناك عدد من البرامج والاتفاقيات التي تم تبادلها بين المؤسسات السعودية والمنظمة، منها توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين مؤسسة الفكر العربي ومنظمة اليونيسكو، وتسجيل مدائن صالح والدرعية ضمن لائحة التراث العالمي، وبرنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للغة العربية، والآن إنشاء برنامج عبد الله بن عبد العزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام في المنظمة، ونعلم أن مثل تلك الخطوات ستعزز التبادل الثقافي بين المملكة والعالم، والتعاون بيننا مستمر ومثمر.

تعلمون أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يقود مرحلة إصلاح داخلية ومرحلة بناء جسور جديدة مع العالم.. وبلا شك أن ما يقوم به محل تقدير عالمي.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

- على المستوى الدولي ما يقوم به الملك عبد الله محل تقدير كبير، فهو يسعى لتوثيق عرى التعاون بين الأمم والتقريب بينهم والبعد عن العزلة والفرقة، والملك عبد الله يؤمن أن العالم أقرب ما يكون لأمة واحدة هي أمة الإنسانية ولكن بثقافات وديانات وتطلعات مختلفة، فالرابط هي الإنسانية، والملك عبد الله هو ملك الإنسانية بما يدعو إليه، بحيث يصبح العالم أكثر ترابطًا وأكثر تأثرًا بما يقوم به كل مجتمع، وأصبح ما يدعو إليه واحد من الشواهد الرائعة على النشاط الذي تقوم به المملكة التي هي محل تقدير عالمي كبير، ومن هنا علينا أن نوجد رابطًا بين تلك الجهود إذ إن أي تقارب ثقافي يخدم العالم.

وماذا عن الإصلاحات الداخلية؟

- أنا سعيدة للغاية بالجهود المبذولة لتطوير التعليم في المملكة الهادفة إلى بناء مجتمع معرفة، بالإضافة إلى ما يقوم به مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في نشر ثقافة الحوار والتواصل بين فئات المجتمع السعودي مما حقق نتائج ممتازة حيث ربط مكونات المجتمع السعودي ودمج اختلافاتها في إطارها الصحيح.

لعلنا ننتقل للحديث عن دور منظمة اليونيسكو في دعم ما تدعو إليه المملكة من خلال مبادرات الملك عبد الله للحوار؟

- تقوم المنظمة بجهود كبيرة لنشر رسالتها في العالم المتمثلة في صون السلام والأمن بالعمل عن طريق التربية والعلم والثقافة، وتوثيق عرى التعاون بين الأمم، لضمان الاحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس كافة دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين، كما أقرها ميثاق الأمم المتحدة لجميع الشعوب وذلك منذ تأسيس المنظمة عام 1945م.

بالإضافة إلى أن المنظمة تؤدي دور مختبر للأفكار وهيئة قانون لإبرام اتفاقيات عالمية بشأن القضايا المستجدة، وتعمل أيضا كمركز لتبادل الأفكار ونشر المعلومات وتقاسم المعارف ومساعدة الدول الأعضاء في بناء قدراتها البشرية والمؤسسية في شتى المجالات.

كما أن لليونيسكو دورًا كبيرًا في تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات وبناء مجتمعات معرفة، وهي لهذا الغرض تضع الخطط وتناقشها مع الدول الأعضاء عن طريق المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للوصول إلى اتفاق وإجماع دولي يسهم في صناعة السلام في عقول البشر.

والجميع يدرك أن للمنظمة دورًا حيويًا للدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الحوار بين الثقافات.

وفيما يتعلق بدور المنظمة في الأزمة المالية العالمية؟

- يتمحور هاجس المنظمة في إمكانية ما تسببه الأزمة المالية العالمية من حرمان ملايين الأطفال من التعليم في أفقر بلدان العالم، ففي حين لا يزال 72 مليون طفل خارج المدارس يخشى من أن يتسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وتزايد الفقر وضغوط الميزانيات إلى تقويض المكاسب المحققة في ميدان التعليم.

تمر العملية التعليمية في المملكة حاليًا بنقلة نوعية ملفتة للانتباه، وبالأخذ بعين الاعتبار عدد الجامعات التي تم افتتاحها وتطوير آلية التعليم كمًا ونوعًا.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

- لقد قاد الملك عبد الله مرحلة إصلاح شامل في المملكة بكافة الجوانب التي من بينها الجوانب التعليمية والتربوية، وتلك الإصلاحات حققت نجاحات رائدة في تطوير الآلية التربوية والتعليمية.

وأود تسجيل إعجابي بالآلية التعليمية المرنة المتبعة في المملكة بما يضمن التبادل الثقافي والمعرفي مع الأخذ بعين الاعتبار بالتغيرات التي يشهدها العالم، وذلك يعكس إصرار المملكة على التواصل مع العالم بعلاقات مميزة واندماجًا مع التغيرات العالمية.

كذلك تمر عملية الإصلاح بتطوير دور المرأة.. ما هو تقييمكم لما بلغته المرأة السعودية حتى الآن؟

- بالفعل.. لقد تبوأت المرأة في المملكة مناصب تعليمية قيادية مهمة في عدد من القطاعات التعليمية والتربوية، وهذه النجاحات التي ليست نجاحات فردية بل تعود إلى الإدارة والسياسة التي يتم تنفيذها في القطاع التعليمي والتربوي، وأود الإشارة هنا إلى أن نجاح المرأة وتبوءها للمناصب المهمة ليس نجاحًا لها فحسب بل هو نجاحًا للرجل على قدم المساواة أيضاً، وهو نجاح يعود بالخير على المجتمع بأكمله.

بوكوفا في سطور

تسلمت إيرينا بوكوفا منصبها رسميًا كمديرة عام لليوينسكو، يوم 15 نوفمبر 2009م، ووجهت في ذلك الوقت رسالة إلى الأسرة الدولية تدعو خلالها إلى المزيد من التضامن لمواجهة القضايا الصعبة التي يواجهها المجتمع الإنساني.

وتقلدت عدة مناصب منها سفيرة بلغاريا في فرنسا وموناكو والممثلة الشخصية لرئيس جمهورية بلغاريا في المنظمة الدولية الفرانكفونية، والمندوبة الدائمة لبلغاريا لدى اليونيسكو بين 2005 و2009م، كما تقلدت منصب ممثلة بلغاريا لدى الأمم المتحدة، ومنصب وكيلة وزارة للتكامل الأوروبي ووزيرة الخارجية في بلادها. وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من معهد الدولة للعلاقات الخارجية بموسكو، كما إنها درست بجامعتي هارفارد وميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة