هناك برامج ومشاريع من عمل وزارة واحده لكنها تجاوزت حدود الوزارة لتصبح مشاريع وطنية عامة، ومن تلك البرامج: برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في وزارة التعليم العالي الذي يعد من أهم المشاريع الوطنية التي نفذت خلال (6) سنوات الماضية وفي مرحلته السادسة وحتى العاشرة يكون الطلاب المبتعثون قد تجاوز تعدادهم (200) ألف طالب وطالبة.

والبرنامج الثاني الأبرز هو افتتاح وزارة التعليم العالي الجامعات في المحافظات.

والبرنامج الثالث برنامج الملك عبدالله للمنح الدراسية الداخلية التي تنفذه الوزارة في الجامعات الأهلية. لأن هذه البرامج هي الاستثمار الحقيقي لإيجاد جيل متعلم وواعي ومثقف لإدارة شؤون البلاد إدارياً ومهنياً ولأننا على أبواب النافذة الديمغرافية الشابة التي تمر بها بلادنا حالياً (مرحلة الشباب) خلاف بعض البلدان المتقدمة التي دخلت الآن مرحلة الشيخوخة السكانية .. لذا فإن مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي نراهن عليه بعودة قيادات فتية ومهنية وإدارية متمكنة تعليمياً وتأهيلياً وتحمل فكراً معرفياً وثقافياً جديداً وهذا يتطلب تكاتف جميع القطاعات لإنجاح المشروع لأنه ليس مشروعاً خاصاً بوزارة التعليم العالي وشأناً تعليمياً فقط إنما مشروع وطني ويأتي دعمه من خلال التعاون مع وزارة التعليم العالي باستيعاب العائدين من البعثات وتهيئة الفرص الوظيفية لهم.

وعلى ضوء ذلك فإن وزارة التعليم العالي عملها الأساسي والذي يجب أن تتفرغ له في المرحلة القادمة هو رعاية ودعم برنامج الابتعاث الخارجي ليكون (هم) الوزارة الأول في العمل والإجراءات. وأن لا يكون قطاع الابتعاث قطاعاً من ضمن قطاعات الوزارة -وكالة- خاضعًا للرتابة الإدارية والمتابعات المتباعدة وتتعامل معه القيادة العليا في الوزارة فيما تبقى من وقت المعاملات اليومية لأن هذا المشروع مع مشاريع أخرى هي التي نراهن عليها في النقلة النوعية لحياتنا حتى نكون مواكبين مع الأمم والمجتمعات الأخرى. مع معرفتي الجيدة أن لا صوت يعلو في ذهن معالي الوزير د. خالد العنقري ولا في ذهن وتفكير معالي النائب د. علي العطية على صوت الابتعاث الخارجي والمنح الداخلية وافتتاح جامعات المحافظات وهذا ليس تحريضاً على أمهات الجامعات السعودية ولكن تكافؤ الفرص بين الأجيال والمدن والمحافظات وتأكيداً على إعادة الهيكلة والأولويات وإعادة بناء الإستراتيجيات وفقًا للتطورات الجديدة ووفقاً لتغير المعطيات وأيضاً تماشياً مع توجهات الدولة في خططها الجديدة.