Monday  25/10/2010 Issue 13906

الأثنين 17 ذو القعدة 1431  العدد  13906

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه هو وكافل اليتيم مترافقان كمرافقة السبَّابة للوسطى في كفِّ الإنسان، وهي مرافقة عظيمة يطمح كلُّ إنسان مسلم إليها، فمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم أعلى منزلة في الجنة، وكذلك منازل الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

في صنعاء تصنع مؤسسة اليتيم التنموية بقيادة د. حميد زياد، أبي الأيتام في اليمن عملاً خيرياً ضخماً تجاوز الأحلام والأمنيات، وأصبح واقعاً يتحدّث عنه كلُّ يمني، كما أصبح مضيئاً كالشمس تراه كلُّ عينٍ ترنو إلى عمل الخير الطيِّب المبارك.

«مؤسسة اليتيم التنموية» لها من اسمها نصيب، فكلمة «التنموية» لم توضع هنا إلاّ لأنّ تنمية شخصيات الأيتام هي الهدف الأكبر لهذه المؤسسة الرائدة، إنَّ التنمية في مجال رعاية الأيتام هي الصورة البارزة المشرقة في هذه المؤسسة، وهي الواقع العملي الذي تراه العين صرحاً شامخاً مثيراً للإعجاب.

ليست هذه المؤسسة مساكن للإيواء فقط، ولا لتوفير الطعام والشراب فقط، ولا لرعاية اليتيم حتى يبلغ سنَّ الرشد فقط، ولا هي مؤسسة بريق إعلامي ومظاهرَ تعجب الناظرين فقط، ولكنها تجمع ذلك كلَّه بصفته أهدافاً تابعة للهدف الأسمى ألا وهو تدريب اليتيم ذكَراً كان أم أنثى على إتقان مهنة من المهن أو عمل من الأعمال التي يحتاجها المجتمع في أيِّ دولةٍ وليس في اليمن وحدها، وتنمية شخصيته بدورات تدريبية متخصصة في مجالات تطوير الشخصية حتى تصبح شخصية فاعلة في المجتمع، واثقة من نفسها، قادرة على مواجهة المواقف بثقة واقتدار، وهذا هو الهدف الذي يجب أن ترسمه جميع المؤسسات الخيرية، التي تعمل في مجال دعم الفقراء والمحتاجين والأيتام، وهو هدف كبير يندرج تحت شعار «السهل الممتنع» فهو ممتنع إذا لم تكن إدارة المؤسسة الخيرية على المستوى المطلوب دراية ومعرفة وإخلاصاً، وأمانة ونكراناً للذَّات، وهو أيضاً هدف سهل التحقيق إذا كانت الإدارة على المستوى اللائق بأهمية إغناء الفقير ورعاية اليتيم وتنمية شخصيته لتجاوز عقبة الحرمان التي هي العقبة الكؤود الواقفة في طريق الأيتام والمحتاجين.

في اليمن تحقَّق هذا الهدف بوضوح، فاليتيم الذي يصل إلى باب مؤسسة اليتيم التنموية يتجاوز مباشرة عقبة الحرمان وعقدة الشعور بالنَّقص، لأنه يجد مجالات عملية يدخل فيها مباشرة، ويجد تعاملا رائعاً من إدارة المؤسسة وموظفيها، لماذا حدث هذا في اليمن؟ لأنّ د. حميد زياد والعاملين معه جميعاً قد نذروا أوقاتهم وجهودهم لخدمة الأيتام قولاً وعملاً، ولم يجعلوا رعاية اليتيم مقصورة على الطعام والشراب والكساء والمأوى حتى إذا بلغ الرُّشد تركوه، وإنما تجاوزوا إلى تدريبه وتأهيله.

إذا دخلتَ المؤسسة أخذك المسؤولون فيها إلى جولة عملية ترى فيها المصانع الصغيرة التي يتدرّب فيها الأيتام مباشرة، فهذا مصنع للنسيج يتخرّج منه مبدعون ومبدعات في هذا المجال، وهذا مصنع لصناعة التُّحف والهدايا، وهذا مصنع للتدريب على هندسة «الحاسب الآلي» وبرمجته، وهذه مطبعة للتدريب على فنون الطباعة، وهذا مركز خياطة للتدريب على فنون الخياطة، إلى غير ذلك من المشروعات العملية التي جعلت من هذه المؤسسة الخيرية مجمعاً تعليمياً تنموياً صناعياً كبيراً، إضافة إلى مركز الفاروق العلمي الذي يخرّج عدداً من الأئمة «أئمة المساجد» المؤهّلين من حيث العلم الشرعي، والإلقاء الممتاز، والتوعية الثقافية التي تجعلهم على وعي بمشكلات المجتمع وطرائق معالجتها، أما حفل تزويج ثلاثة آلاف يتيم فله قصة أخرى سأرويها في المقال القادم - بإذن الله تعالى -.

إشارة :

حَسْبُ اليتيمِ سعادةً أنّ الذي

نشر الهدى في الأرض عاش يتيما

 

دفق قلم
اليتيم ورفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في اليمن
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة