Monday  25/10/2010 Issue 13906

الأثنين 17 ذو القعدة 1431  العدد  13906

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ثورة المعرفة
د. خالد بن عبدالله القاسم

رجوع

 

ليس من شيء ينهض بالأمم كالعلم، وليس من شيء أضر على الأوطان من الجهل، ونحن في هذا البلد مهبط وحي الله عزَّ وجلَّ ومنبع الرسالة أولى الناس بالأخذ بأسباب العلم والتقدم لأن ذلك في ديننا عبادة وقربة إلى الله، ولن ننير العالم برسالة ربنا وقيم ديننا العالية ونحن في مؤخرة الركب، ولن نترقى ببلادنا إلا بالعلم، ولم يصل أسلافنا إلى ما وصلوا إليه من الريادة في العلم إلا بعد ما أدركوا قيمة العلم ورفعة الله له ولأهله في الدنيا والآخرة، ففرغوا لأجله الأوقات وأنفقوا في سبيله النفقات وأزالوا من أمامه كل العقبات وأدركوا أنه من أعظم القرب إلى الله فأوقف له الخلفاء وتفرغ له العلماء وأنفق فيه أصحاب الأموال خيرة أموالهم ووقفوا له الأوقاف وهي شاهدة إلى يومنا هذا في مصر والعراق والشام والمغرب وغيرها.

فدعم العلم والمعرفة بكل وسائله هو ما يحبه الله، وعلى أصحاب الأموال والخير أن يبذلوا فيه، فليس البذل في سبيل الله مقتصراً على دعم الفقراء والمساكين وبناء المساجد بل رعاية العلم والأخذ بأسبابه هو من أهم سبل الخير التي ترفع المسلم عند الله, وأن الاهتمام بالعلم والمعرفة هو تحد عظيم لن ينهض إلا على سواعد الرجال وأن البذل فيه هو جهد متميز ينم عن علو همة صاحبه وسعة إدراكه ونفاذ بصيرته ويقينه بأهميته في تقدم الأوطان والشعوب والرقي، بل حتى القضاء على البطالة والفقر والجهل، وما تشهده جامعاتنا ولاسيما جامعة الملك سعود من ثورة معرفية في مجالات شتّى ككراسي البحث ووادي الرياض للتقنية والتوأمة مع الجامعات الأخرى وبرامج التدريب والتطوير والأساتذة الزائرين وغير ذلك وتشجيع العلماء والباحثين والطلبة وإتاحة المجال لرجال الأعمال للمساهمة في تلك الثورة العلمية لشيء يفرح كل مواطن صالح، ويزداد ذلك الفرح برعاية ولاة أمورنا لتلك المناشط المتميزة من كراسي البحث، فعلى سبيل المثال: هذا كرسي خادم الحرمين الشريفين في الحسبة، وكرسي الأمير سلطان في الدراسات الإسلامية المعاصرة وكرسي الأمير نايف للأمن الفكري. وتتعلق هذه الكراسي ببرامج في غاية الأهمية في ترسيخ قيم عظيمة ومعالجة مواضيع في غاية الأهمية متعلقة بأوضاع معاصرة. كما يجب الإشادة بثلة من رجال الأعمال الذين دعموا أوقاف الجامعة وكراسي البحث فيها وبرامجها العلمية. إننا ما زلنا في أول الطريق، وإنه لا يليق بنا أن نفخر بما ورثناه في باطن الأرض، وإنما عزنا بما نملك من قيم ومبادئ فيها الرحمة والخير للعالم مترجمة بمكارم الأخلاق متوجة بالعلم والمعرفة، كما قال الله تعالى: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? وقال سبحانه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَاب).

جامعة الملك سعود - الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة