Monday  25/10/2010 Issue 13906

الأثنين 17 ذو القعدة 1431  العدد  13906

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

صرخاتٌ ناعمة

رجوع

 

أخي د. خالد أنا لن أكون أنانية وأسرد مشكلتي لوحدي سوف أحكيها بأسلوب الجمع لأني على بينة بأن هناك فئة من بنات جنسي ليست بالقليلة ممن يعانون ما أعاني منه سوف أدخل في لب المشكلة وهي التفرقة بين البنين والبنات..

نحن نعيش في بيت أشبه ما يكون بدار الأحداث فكأننا مذنبات ونحتاج لمراقبة صارمة.

كل شيء ممنوع النت ممنوع وللابن مسموح الابن لا يسأل عن خصوصياته والبنت ينبش في أغراضها مع أنها أكثر خصوصية من الابن..

دكتوري الفاضل أريدك أن توجه الآباء والأمهات فلقد طفح بنا الكيل ونحن نرى التفاوت المبالغ فيه من ناحية التربية (ونحن نسمع دائما كن صديقا لابنك اوبنتك) فالصداقة لا تحتمل الأخذ، بل الأخذ والعطاء آسفة على الإطالة لكن هذا نقطة من بحر وما خفي كان أعظم.

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

من المؤسف بل والمفجع ما نراه من جور وظلم من قبل بعض الآباء للبنات، ومن تباين فاضح في طريقة المعاملة بين الأولاد والبنات وتفضيل للذكر والله عزوجل يقول: لا تدرون أيهم اقرب نفعا, وغير مجدٍ ما يمارسه بعض الآباء من مبالغة في المتابعة والمراقبة ولربما دفعهم هذا إلى الوقوع في مأزق التخوين، وما يفعله هؤلاء الآباء لم ولن يكن يوما مانعا من الانحراف ولا سدا من الوقوع في الخطأ ولا يعتبر وسيلة متحضرة للتربية فضلا عن آثاره السلبية على الأبناء التي قد تصنع منهم غششة ومنحرفين وقد تولد تلك التصرفات إحساسا بالتحدي والتمرد يدفع نحو الخطأ كردة فعل ووسيلة انتقام ممن حاصره وضغط عليه! ولعل أكثر ما يدفع الآباء للحرص والتحوط المبالغ فيه والتدقيق الزائد هو ما يحكى في المجالس أو يقرأ في الصحف من حوادث هنا وهناك ومعه يضرب الشك أطنابه في عقولهم.. وللكاتب الألماني بترتولد بريخت كلام جميل يقول فيه: حينما ينظر الناس إلى الأمر غير العادي وكأنه أصبح عاديا وتصبح القاعدة هي الاستثناء، والاستثناء هي القاعدة هنا تتصارع القيم وتفسد المعايير!والأصل هو السلامة والطهر وليس الانحراف والخيانة..

وأقول لكل أب لا تربية بلا متابعة ولا حب بلا حزم ولن نبني جيلا صالحا إلا بالتوجيه، ولكني أدعو لمراقبة واعية وتوجيهات رقيقة مع إشعار الأبناء بالثقة الكبيرة فيهم، وهذا ما سيولد لديهم رقيبا داخليا وضمائر حية.

وأما حديثي لك أيتها الفاضلة فأقول: إن المطلوب منك هو أن تظهري بأجمل مظهر وأن تنتزعي ثقة أهلك بنضج تصرفاتك بأن تبتعدي عن كل ما يثير الريبة ويولد الشك والتيقن بأن منبع حرص الوالدين خوف وغيرة ونية سليمة وإن جانب الأسلوب وخالفت الطريقة، وثقي أيتها الفاضلة أن الكثير مما يعتبره البنات تدخلا سافرا في حياتهم من قبل الآباء هو في الحقيقة تعبير عن حبهم وترجمة لصادق مشاعرهم وتبيان عن مدى الاهتمام بأمورهن، ولا يعرف قيمة تلك المشاعر وذاك الاهتمام الثمين إلا من غيب الموت والداه أو أحدهما فلا يصبح في حياته من يتابعه ويسأل عنه وليس هناك في الأعم الغالب غير الوالدين من هو على استعداد لإشغال نفسه وحرق أعصابه في متابعة الأبناء، فالكل منشغل بنفسه، وهناك الكثير من الفتيات سيبكين عدم وجود تلك القيود والحواجز التي تشتكين الآن منها وسيأتي يوم ويعرفن أهمية ودور محاسبة الوالدين ومتابعتهم على شخصياتهن وحياتهن بشكل عام، وكذلك يدركن الشعور بمعنى وجود شخص محب يظهر الحرص والاعتناء والاهتمام عليهن, وتأكدي أن لا ثمة مخلوقا على وجه الأرض يحميك بعد الله بإخلاص ويدافع عنك بكل استبسال غير الوالدين، فاحرصي على حسن العلاقة مع والدك وحافظي على تلك القيمة الكبيرة في حياتك، وإني ألمح بين ركام متاعبك شموع من الأمل ستضيء قريبا وفقك الله ورعاك.

شعاع: ما لا تستطيع الخروج منه ادخل فيه بكل حماس.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة