Tuesday  26/10/2010 Issue 13907

الثلاثاء 18 ذو القعدة 1431  العدد  13907

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

ضمن قوائم بريدية لا تنتهي، أتذكّر أننى تلقّيت في بداية العام 2007 دعوة لزيارة موقع يعنى بنشر الوثائق السرية أطلق لتوِّه، أسّسه مجموعة من الناشطين على الإنترنت، لحماية الأشخاص الذي يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف الانتهاكات التي تمسّ الإنسان. 3 سنوات مرت أصبح بعدها ذلك الموقع «ويكيليكس»، هو الأشهر في عناوين الإعلام والدوائر السياسية.

الجمعة الفائتة، نشر الموقع قرابة 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأمريكي حول حرب العراق، وصفت بكونها «أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ»، تضمّنت معلومات عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، الوثائق الأخيرة تكشف أنّ النزاع أوقع 109032 قتيلاً في العراق، ومن أصل الرقم هناك 15000 قتيل مدني لم يكشف عنهم من قبل، ويتهم «المالكي»، بكونه شكّل قوات أمنية من خلال موقعه كقائد عام للقوات المسلحة منذ عام 2006، تتولّى تنفيذ مهام ووصفت ب «القوات القذرة». إضافة إلى معلومات تتعلّق بإيران وسوريا في الشأن العراقي.

الوثائق هي الثانية من نوعها بهذه الضخامة والسرّية العسكرية، بعد وثائق حرب أفغانستان التي أثارت ضجة كبرى، وسبق للموقع أن حصل على حكم قضائي من المحكمة العليا الأمريكية، والتي برأته، عندما نشر أوراق أسرار حرب فيتنام.

ويعتمد الموقع في أغلبية مصادره على أشخاص يوفرون له المعلومات والوثائق لمختلف الاهتمامات، يتبع معها إجراءات، بينها وسائل متطوّرة في التشفير تمنع الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفّر تلك التسريبات.

على كل حال يعترف الموقع بأنّ ما يقوم به من نشر معلومات هامة ودقيقة، لا تؤدي بالضرورة إلى محاسبة المسؤولين على ما ارتكبوه من أخطاء، وأنّ تقدير ذلك يعود نهاية المطاف للقضاء.

لكن هذا لا يمنع الصحفيين والناشطين والمعنيين، من استخدام معلومات ينشرها الموقع للبحث والتقصِّي.

ولا يعني - أيضاً - أنّ التزوير قد لا يجد طريقه إلى بعض الوثائق، رغم تدقيق الوثائق والمستندات باستخدام طرق علمية للتأكد من صحتها وعدم تزويرها، ويرى الموقع أنّ أفضل طريقة للتمييز بين المزوّر والحقيقي يتمثل بعرض المعلومات على الناس وتحديداً المعنيين مباشرة.

الموقع الذي أصبح العنوان الأول في الإعلام العالمي، يؤكد قوة المعلومة وقيمتها، في تحريك قوة قادرة على تجاوز أسرار العمليات السرية خارج العسكر.

معلومات لم تَعُد كلها سرية مع هذه التسريبات الضخمة، والتي قد ينظر إليه كنوع من حرب معلوماتية وإعادة تدوير المعلومة وبثها، منافسة أو حرب تدخل فيها دول وأجهزة استخبارات وعمليات ضرب سياسية ذكية ومعقّدة، جميعها تتسلّح بالمعلومة.

إلى لقاء ..

 

ممر
تسريبات الويكي..حرب المعلومات!
ناصر الصرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة